ولم يذكر في هذا النّظم الياء سببا إذا كانت بعد الألف نحو «بايع» (١) ، وهو في ذلك موافق لسيبويه (٢).
ثمّ أشار إلى السبب الخامس ، فقال :
كذاك ما يليه كسر أو يلي |
|
تالي كسر أو سكون قد ولي |
كسرا (٣) وفصل الها كلا فصل يعد |
|
فدرهماك من يمله لم يصد |
فذكر خمس صور :
الأولى : أن يقع الكسر بعد الألف ، وشرطه أن يليها ، نحو «مساجد».
الثّانية : أن يقع الكسر قبلها ، وفيه أربع صور :
أوّلها : أن تكون منفصلة بحرف نحو «عماد».
وثانيها : أن تكون منفصلة بحرفين ، أوّلهما ساكن نحو «شملال».
وثالثها : أن تكون منفصلة بحرفين ، (متحرّكين) (٤) ثانيهما الهاء ، نحو «يريد أن يضربها».
ورابعها : أن تكون منفصلة بحرف ساكن ومتحرّكين ، أحدهما الهاء ، وقد مثّل ذلك بقوله :
فدرهماك من يمله لم يصد
فالألف في هذه (٥) المثل كلّها تجوز إمالتها.
وإنّما اغتفر الفصل بالهاء في «درهماك» لخفائها ، فلم / يعتدّ بها ، فصار كـ «شملال».
وهذه الصّور كلّها مفهومة من النّظم ، وفهم منه أنّ الفصل إذا كان بغير ما ذكر ـ لم تجز الإمالة.
__________________
(١) وذكرها في شرح الكافية والتسهيل ـ كما ذكرها ابن الدهان وغيره ـ ، وشرطها إذا وقعت بعد الألف أن تكون متصلة ، نحو «بايع». انظر شرح الكافية لابن مالك : ٤ / ١٩٧٢ ، التسهيل : ٣٢٥ ، ارتشاف الضرب : ١ / ٢٤٢ ، الهمع : ٦ / ١٨٦ ، شرح المرادي : ٥ / ١٩٢ ، شرح الأشموني : ٤ / ٢٢٥ ، شرح ابن عصفور : ٢ / ٦١٣ ، المفصل : ٣٣٥ ، شرح ابن يعيش : ٩ / ٥٥.
(٢) فلم يذكر ذلك في كتابه. انظر ارتشاف الضرب : ١ / ٢٤٢ ، شرح المرادي : ٥ / ١٩٢ ، شرح الأشموني : ٤ / ٢٢٥ ، شرح المكودي : ٢ / ١٦٥.
(٣) في الأصل : كسر. انظر الألفية : ١٩٤.
(٤) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٦٥.
(٥) في الأصل : هذا. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٦٥.