الأوّل : ما لا يدلّ فيه الاشتقاق على زيادة أحد الحروف.
والآخر : ما دلّ الاشتقاق على زيادة أحد حروفه.
وقد أشار إلى الأوّل ، فقال رحمهالله تعالى :
واحكم بتأصيل حروف سمسم |
|
ونحوه ... |
يعني : أنّ نحو «سمسم» (١) يحكم على حروفه كلّها أنّها أصول ، وأنّه رباعيّ ، لأنّ أصالة أحد المضعّفين واجبة تكميلا لأقلّ الأصول ، وليس أصالة أحدهما أولى من أصالة الآخر ، فيحكم بأصالتهما معا (٢).
ثمّ أشار إلى الثّاني ، فقال :
... |
|
... والخلف في كلملم |
يعني : أنّ فيما (٣) كان نحو «لملم» فعل أمر من «لملم» (٤) ممّا في اشتقاقه دليل على زيادة أحد المضعّفين ـ خلافا :
ـ فمذهب (٥) البصريّين: أنّ حروفه كلّها أصول، نحو (٦) «سمسم»، فوزن «لملم» عندهم : «فعلل».
ـ ومذهب الكوفيّين أنّ الأصل «لمّم» بالتّضعيف ، فأبدل من ثاني المضعّفين لام (٧) ، كراهية التّضعيف (٨).
__________________
(١) سمسم : بكسر السينين ، الحب المعروف ، ويسمى الجلجلان ، وبفتحهما الثعلب ، واسم موضع ، والسمسمة : بضمها وبكسرها : دويبة ، وقيل : النملة الحمراء. انظر اللسان : ٣ / ٢١٠٤ (سمم) ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٧٤ ، حاشية الصبان : ٤ / ٢٥٥.
(٢) وظاهر كلام ابن مالك أن هذا القسم لا خلاف فيه ، لكن بعضهم حكى عن الخليل والكوفيين أن وزنه «فعفل» ، تكررت فاؤه ، قال المرادي : وهو بعيد ، انظر شرح المرادي : ٥ / ٢٤١ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٣٦٠ ، الهمع : ٦ / ٢٤١ ـ ٢٤٢.
(٣) في الأصل : ما. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٧٤.
(٤) يقال : لملم الأمير الكتيبة ـ أي الجيش ـ : إذا ضم وجمع بعضها إلى بعض ، ورجل ململم : هو المجموع بعضه إلى بعض. انظر حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٧٤ ، اللسان : ٥ / ٤٠٧٨ (لمم) ، حاشية الملوي على المكودي : ٢٢٨.
(٥) في الأصل : لمذهب.
(٦) في الأصل : في. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٧٤.
(٧) في الأصل : لاما. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٧٤.
(٨) واختار ابن الناظم مذهب الكوفيين. وذهب الزجاج من البصريين إلى أن الصالح للسقوط زائد ، فتكون اللام الثانية من «لملم» زائدة.
انظر الخلاف في ذلك شرح ابن الناظم : ٨٢٨ ، شرح المرادي : ٥ / ٢٤١ ، شرح الأشموني : ٤ / ٢٥٥ ـ ٢٥٦ ، شرح المكودي : ٢ / ١٧٤ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٣٦٠ ، ابن عقيل مع الخضري : ٢ / ١٨٦ ، الهمع : ٦ / ٢٤٢ ، شرح الكافية لابن مالك : ٤ / ٢٠٣٥ ـ ٢٠٣٦.