ثمّ شرع النّاظم في بيان (ما) (١) تطّرد زيادته ، وبدأ بالألف ، فقال رحمهالله تعالى :
فألف (٢) أكثر من أصلين |
|
صاحب زائد بغير مين |
يعني : أنّ الألف إذا صاحب ثلاثة أصول ـ حكم بزيادتها ، لأنّ الأكثر فيما صحبت الألف فيه أكثر من أصلين ـ الزّيادة ، وقد علمت (٣) زيادتها / بالاشتقاق فحمل عليه ما (٤) سواه ، وذلك نحو «ضارب ، وعماد ، وسلمى».
وفهم منه : أنّ الألف إذا صحبت أصلين فقط ، ليست زائدة ، نحو «باب ، وقال» ، بل هي من الأسماء (المتمكّنة) (٥) والأفعال بدل من ياء ـ كألف «باع ورمى ، وناب وفتى» ـ أو من واو ، كألف «قال ودعا ، وباب وعصا».
ولا تزاد الألف أوّلا ، وتزاد ثانية (٦) كـ «الضّارب» ، وثالثة كـ «عماد» ، ورابعة كـ «شملال» ، وخامسة كـ «قرقرى» ، وسادسة كـ «قبعثرى».
وتشارك الألف فيما ذكر الياء والواو ، وإلى ذلك أشار فقال رحمهالله تعالى :
واليا كذا والواو إن لم يقعا |
|
كما هما في يؤيؤ ووعوعا |
يعني : أنّ الياء والواو كالألف في الحكم عليها بالزّيادة إذا صحبت أكثر من أصلين إلا إذا تكرّرت في لفظ اسم ثنائيّ مكرّر نحو قولك : «يؤيؤ» في اسم طائر (٧)، و «وعوعة» مصدر «وعوع السّبع» إذا صوّت (٨).
وفهم من قوله : «واليا كذا والواو» أنّ الياء والواو إذا صحبا أصلين ـ حكم بأصالتهما ، نحو «بيع ونوم».
وفهم من قوله :
... إن لم يقعا |
|
... إلى آخر البيت |
__________________
(١) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٧٤.
(٢) في الأصل : فالألف. انظر الألفية : ١٩٩.
(٣) في الأصل : عملت. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٧٥.
(٤) في الأصل : عليها. بدل «عليه ما» انظر شرح المكودي : ٢ / ١٧٥.
(٥) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٧٥.
(٦) في الأصل : ثانيا. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٧٥.
(٧) يؤيؤ : اسم طائر من الجوارح التي تصيد ، وهو صاحب مخلب يشبه الباشق الذي هو طائر لا يقدر على الطيران في الشتاء. انظر اللسان : ٦ / ٤٩٤٦ (يأيأ) ، المكودي مع ابن حمدون : ٢ / ١٧٥ ، شرح المرادي : ٥ / ٢٤٥.
(٨) انظر اللسان : ٦ / ٤٨٧٤ (وعع) ، شرح المكودي : ٢ / ١٧٥ ، شرح المرادي : ٥ / ٢٤٥.