وقيل : إنّ تصحيحه لغة بني تميم ، ومنه قولهم : «مبيوع ، ومخيوط» (١).
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وصحّح المفعول من نحو عدا |
|
وأعلل ان لم تتحرّ الأجودا |
يعني : إذا بني مثل «مفعول» من فعل ثلاثيّ ، واويّ اللام ـ جاز فيه التّصحيح باعتبار تحصّن الواو بالإدغام ، والإعلال لقربها من الطّرف ، وذلك نحو «عدا يعدو (فهو معدوّ) (٢) ، ومعديّ».
وفهم من قوله : «إن لم تتحرّ الأجود» أنّ التّصحيح أجود ، لأنّ معنى «تتحرّى» : تقصد (٣) ، والمعنى : وأعلل إن لم تقصد الأجود ، فمفهومه : أنّك إذا قصدت الأجود لا تعلّ.
وفهم منه : أنّ ما كان (٤) يائيّ الّلام نحو «مرميّ» أصله «مرمويّ» ، وقد تقدّم وجوب إعلاله (٥).
وفهم منه أيضا (٦) : أنّ ما كان واويّ الّلام (من المفعول المبنيّ) (٧) على «فعل» ـ لا يجوز فيه الوجهان ، بل يلزم إعلاله ، نحو «مرضيّ».
__________________
انظر شرح المرادي : ٦ / ٦٨ ، الممتع : ٢ / ٤٦٠ ، شرح الأشموني : ٤ / ٣٢٤ ، شرح الملوكي : ٣٥٤.
(١) حكى ذلك المازني وغيره. وجعل المبرد تصحيح نحو هذا جائز للضرورة ، ولم يقل إنه لغة لبعض العرب كما قال سيبويه : «وبعض العرب يخرجه على الأصل فيقول : ومخيوط ومبيوع».
انظر المنصف شرح تصريف المازني : ١ / ٢٨٦ ، الكتاب : ٢ / ٣٦٣ ، المقتضب : ١ / ٢٣٩ ، شرح المرادي : ٦ / ٦٨ ، الممتع : ٢ / ٤٦٠ ، شرح المكودي : ٢ / ١٩٨ ، شرح الأشموني : ٤ / ٣٢٥ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٣٩٥ ، شرح الكافية لابن مالك : ٤ / ٢١٤٣ ، شرح الشافية للرضي : ٣ / ١٤٩ ، شرح ابن يعيش : ١٠ / ٧٩ ، شرح الملوكي : ٣٥٣.
(٢) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٨.
(٣) قال ابن منظور : والتحري : القصد والاجتهاد في الطلب والعزم على تخصيص الشيء بالفعل والقول». انظر اللسان : ٢ / ٨٥٣ (حرى) ، شرح المكودي : ٢ / ١٩٨.
(٤) في الأصل : ما. ساقط. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٨.
(٥) وذلك عند قوله :
إن يسكن السّابق من واو ويا |
|
واتّصلا ومن عروض عريا |
انظر ص ٤٣٢ ـ ٤٣٣ / ٢ من هذا الكتاب.
(٦) في الأصل : أيضا منه. تقديم وتأخير. انظر المكودي : ٢ / ١٩٨.
(٧) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٨.