ثمّ قال رحمهالله تعالى / :
كذاك ذا وجهين جا الفعول (١) من |
|
ذي الواو لام جمع أو فرد يعن (٢) |
يعني : إذا كان مثال «الفعول» (٣) ممّا لامه واو ـ جاز في لامه وجهان :
الإعلال والتّصحيح ، وذلك في الجمع ، نحو «عصيّ» (٤) ، وفي المفرد ، نحو «عتى عتيّا» (٥) ، إلا أنّ إعلال الجمع أولى من التّصحيح ، وتصحيح المفرد أولى من الإعلال ، ولم ينبّه على ذلك النّاظم (٦) ، وفي تقديمه الجمع إشعار ما بذلك.
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وشاع نحو نيّم في نوّم |
|
ونحو نيّام شذوذه نمي |
يعني : أنّه يجوز فيما كان على وزن «فعّل» ، جمعا ، وعينه واو ـ وجهان :
التّصحيح على الأصل ، نحو «نائم ونوّم ، وصائم وصوّم» ، والإعلال نحو «صيّم ، ونيّم» ، لقرب عينه من الطّرف.
(وأمّا «فعّال» : بالألف ـ فالوجه فيه التّصحيح ، لبعده من الطّرف) (٧) ، نحو «صوّام ، ونوّام».
وقد شذّ في «نوّام» : «نيّام» ، فيحفظ ولا يقاس عليه (٨).
__________________
(١) في الأصل : المفعول. انظر الألفية : ٢١٠.
(٢) في الأصل : يمن. انظر الألفية : ٢١٠.
(٣) في الأصل : المفعول. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٨.
(٤) عصي : جمع «عصا» ، ويجوز أن يقال : «عصو» أيضا بالتصحيح. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٨ ، شرح الأشموني : ٤ / ٣٢٧.
(٥) أي : استكبر وجاوز الحد ، ويجوز أن يقال أيضا : «عتوا» بالتصحيح. انظر اللسان : ٤ / ٢٨٠٤ (عتا) ، شرح المكودي : ٢ / ١٩٨ ، شرح الأشموني : ٤ / ٣٢٧.
(٦) ونبه على ذلك في الكافية ، حيث قال :
ورجح الإعلال في جمع وفي |
|
مفرد التصحيح أولى ما اقتفي |
وقال في شرحها : والتصحيح في المفرد أكثر نحو «علا علوا» ، و «نما نموا» ، والتصحيح في الجمع قليل ، نحو «أب وأبو» ، و «نجو ونجو». انتهى. انظر شرح الكافية لابن مالك : ٤ / ٢١٤٥ ، شرح المرادي : ٦ / ٧٣ ، شرح الأشموني : ٤ / ٣٢٧.
(٧) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٩.
(٨) وذلك لبعد الواو من الطرف ، ومنه قوله :
ألا طرقنا مية بن منذر |
|
فما أرق النيام إلا كلامها |
انظر شرح المرادي : ٦ / ٧٥ ، شرح الشافية للرضي : ٣ / ١٧٣ ، شرح المكودي : ٢ / ١٩٩ ، شرح ابن يعيش : ١٠ / ٩٣ ، الممتع : ٢ / ٤٩٨ ، شرح الملوكي : ٤٩٦ ، المنصف : ٢ / ٥ ، شرح الأشموني : ٤ / ٣٢٨.