وفي الاصطلاح : إدخال حرف في حرف (١).
وهو باب متّسع (٢) ، واقتصر منه هنا على إدغام المثلين المتحرّكين في كلمة.
واعلم أنّ ما اجتمع فيه مثلان في كلمة على ثلاثة أقسام : واجب الإدغام ، وواجب الإظهار ، وجائز الوجهين.
وقد أشار إلى الأوّل ، فقال :
أوّل مثلين محرّكين في |
|
كلمة ادغم ... |
يعني : أنّه إذا اجتمع في كلمة واحدة مثلان متحرّكان ـ وجب إدغام الأوّل في الثّاني ، ويلزم / من ذلك تسكين الأوّل ، لأنّ المتحرّك لا يمكن إدغامه إلا بعد تسكينه. وشمل نوعين :
الأوّل : أن يكون قبل المثل الأوّل متحرّك ، نحو «ردّ ، وظنّ» أصلهما «ردد ، وظنن» ، فيسكّن الأوّل ، ويدغم في الثّاني.
والآخر : أن يكون قبل المثل الأوّل ساكن نحو : «يردّ ، ويظنّ ، ومردّ (٣)» أصلها «يردد ، ويظنن ، ومردد» فنقلت حركة المثل الأوّل إلى (٤) السّاكن قبله ، وبقي ساكنا ، فأدغم في المثل الثّاني.
__________________
(١) وقال السيد الشريف : إسكان الحرف الأول وإدراجه في الثاني ، ويسمى الأول : مدغما ، والثاني : مدغما فيه ، وقيل : هو إلباث الحرف في مخرجه مقدار إلباث الحرفين ، نحو «مد وعد». وقال الصيمري : الإدغام جعل حرفين بمنزلة حرف واحد يرفع اللسان بهما رفعة واحدة طلبا للتخفيف. وقال ابن الحاجب : الإدغام أن تأتي بحرفين ساكن فمتحرك من مخرج واحد من غير فصل.
انظر تعريفات الشريف الجرجاني : ١٤ ، التبصرة والتذكرة : ٢ / ٩٣٣ ، شرح الشافية للرضي : ٣ / ٢٣٣ ، شرح المكودي : ٢ / ٢٠٣ ، اللسان : ٢ / ١٣٩١ (دغم) ، الهمع : ٦ / ٢٨٠ ، حاشية الخضري : ٢ / ٢١٠ ، شرح المرادي : ٦ / ١٠٣ ، المقتضب : ١ / ٣٣٣ ، شرح ابن يعيش : ١٠ / ١٢١ ، الممتع : ٢ / ٦٣١ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٣٩٨ ، ارتشاف الضرب : ١ / ١٦٣ ، معجم المصطلحات النحوية : ٨١ ، معجم مصطلحات النحو : ١٢٧.
(٢) لأنه يكون في المثلين وفي المتقاربين ، وفي كلمة وكلمتين. انظر حاشية ابن حمدون : ٢ / ٢٠٣.
(٣) في الأصل : ومراد. انظر شرح المكودي : ٢ / ٢٠٣.
(٤) في الأصل : إلى الأول. بدل : «الأول إلى» تقديم وتأخير. انظر شرح المكودي : ٢ / ٢٠٣.