جواز الوجهين ، كما أنّ «هلمّ» أيضا يلتزم إدغامه (١) ، وأصله «هلمم» ، فنقلت الضّمّة إلى الّلام ، وأدغمت الميم في الميم ، ومعناها : أقبل (٢) ، وهي عند الحجازيّين اسم فعل ، فيخاطب بها عندهم الواحد والمثنّى والمجموع بصيغة واحدة.
وإنّما ذكرها النّاظم هنا اعتبارا للغة بني تميم ، فإنّها عندهم فعل أمر / لا يتصرّف (٣) ، ولذلك يقولون في التّثنية : «هلمّا» (٤) ، وفي الجمع : «هلمّوا» (٥).
__________________
انظر شرح الكافية لابن مالك : ٤ / ٢١٩٢ ، الهمع : ٦ / ٢٨٧ ، شرح المرادي : ٦ / ١١٨ ، حاشية الخضري : ٢ / ٢١٣ ، شرح الأشموني : ٤ / ٣٥٣ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٤٠٢.
(١) في الأصل : الإدغام. انظر شرح المكودي : ٢ / ٢٠٧. قال ابن مالك في شرح الكافية : «وبين أيضا أن «هلم» مدغم بإجماع. انظر شرح الكافية لابن مالك : ٤ / ٢١٩٢ ، شرح الأشموني : ٤ / ٣٥٣ ، حاشية الخضري : ٢ / ٢١٣.
(٢) انظر اللسان : ٦ / ٤٦٩٤ (هلم) ، شرح المكودي : ٢ / ٢٠٧.
(٣) وقد نقل بعض النحويين بالإجماع على تركيبها ، وفي البسيط : ومنهم من يقول ليست مركبة. وفي تركيبها خلاف : فقال البصريون : مركبة من «ها» التنبيه و «لم» التي هي فعل أمر من قولهم : «لم الله شعثه» ، أي : جمعه ، فحذفت ألفها تخفيفا. وقال الخليل : ركبا قبل الإدغام ، فحذفت الهمزة للدرج ، إذ كانت همزة وصل ، وحذفت الألف لالتقاء الساكنين ، ثم نقلت حركة الميم الأولى إلى اللام وأدغمت. وقال الفراء : مركبة من «هل» التي للزجر ، و «أم» بمعنى : اقصد ، خففت الهمزة بإلقاء حركتها إلى الساكن قبلها ، وصرفت ، فصار «هلم» ، ونقل عن الكوفيين. قال ابن مالك : وقول البصريين أقرب إلى الصواب.
انظر الهمع : ٥ / ١٢٦ ، شرح المرادي : ٦ / ١١٩ ، شرح الكافية لابن مالك : ١٣٩١ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٤٠٢ ، شرح ابن يعيش : ٤ / ٤١ ـ ٤٢ ، شرح الأشموني : ٢ / ٣٥٣ ـ ٣٥٤ ، شرح الكافية للرضي : ٢ / ٧٢ ـ ٧٣ ، حاشية الخضري : ٢ / ٢١٣ ، أسرار النحو : ١٨٩ ـ ١٩٠.
(٤) في الأصل : هلمان. انظر شرح المكودي : ٢ / ٢٠٧.
(٥) انظر ذلك كله في شرح المرادي : ٦ / ١١٨ ، شرح الأشموني : ٤ / ٣٥٣ ، اللسان : ٦ / ٦٩٤ (هلم) ، شرح المكودي : ٢ / ٢٠٧ ، الهمع : ٥ / ١٢٦ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٤٠٢ ، شرح ابن يعيش : ٤ / ٤٢ ، شرح دحلان : ٢٠٨ ، شرح الكافية لابن مالك : ٣ / ١٣٩٠ ، البهجة المرضية : ٢٠٨ ، التسهيل : ٢١١ ، أسرار النحو : ١٨٩.