الباب التاسع والثلاثون
التوكيد
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
التّوكيد (١)
هو تقوية المعنى في النّفس ، وقصد رفع الشّكّ عن الحديث ، أو المحدّث عنه (٢).
فتقوية المعنى في النّفس يشمل التّوكيد بالقسم ، و «إنّ» (٣) ، واللّام ، وغيرها.
وقصد رفع الشّكّ عن الحديث ـ يشمل توكيد الفعل بالمصدر ، وتوكيد عامل الحال بها (٤).
وقصد رفع الشّكّ عن المحدّث عنه ـ هو المقصود بالتّبويب هنا ، وهو التّابع الرّافع توهّم النّسبة إلى غير المتبوع أو إلى بعضه (٥).
__________________
(١) ويقال أيضا : التأكيد ، وهما لغتان ، وهو بالواو أكثر.
انظر شرح الأشموني : ٣ / ٧٣ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ١٢٠ ، شرح ابن يعيش : ٣ / ٣٩ ، حاشية الخضري : ٢ / ٥٦ ، معجم المصطلحات النحوية : ٢٤٦ ، الهمع : ٥ / ١٩٧.
(٢) قال ابن عصفور : التوكيد لفظ يراد به تمكين المعنى في النفس أو إزالة الشك عن الحديث أو المحدث عنه ، وذلك أن التوكيد ينقسم إلى قسمين : توكيد لفظي ، وتوكيد معنوي.
فالتوكيد اللفظي يكون بإعادة اللفظ على حسب ما تقدم ويكون في المفرد والجملة.
والتوكيد المعنوي ينقسم إلى قسمين :
ـ قسم يراد به إزالة الشك عن الحديث ، وهو التوكيد بالمصدر نحو قولك : «مات زيد موتا».
ـ وقسم يراد به إزالة الشك عن المحدث عنه ، وهو التوكيد بالألفاظ التي وضعتها العرب لذلك. انتهى بتصرف.
انظر شرح ابن عصفور : ١ / ٢٦٢ ـ ٢٦٤ ، المقرب : ١ / ٢٣٨.
(٣) في الأصل : الواو. ساقط.
(٤) فمن توكيد الفعل بالمصدر نحو «مات زيد موتا» ، ومن توكيد عامل الحال بالحال نحو «ولى مدبرا» ، فـ «مدبرا» حال من الضمير في «ولى» ، وهو توكيد لعامله.
انظر شرح ابن عصفور : ١ / ٢٦٣ ، المقرب : ١ / ٢٣٨ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٣٢٤ ، شرح دحلان : ٧٨.
(٥) وقال ابن الحاجب : التأكيد تابع يقرر أمر المتبوع في النسبة أو الشمول.