الباب الأربعون
العطف
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
العطف
العطف إمّا ذو بيان أو نسق |
|
والغرض الآن بيان ما سبق |
فذو البيان تابع شبه الصّفه |
|
حقيقة القصد به منكشفه |
العطف في اللغة له معنيان :
أحدهما : ليّ (١) الشّيء (٢).
والثّاني : الالتفات إليه (٣).
ومن الأوّل : عطف الرّجل ، و (من) (٤) الثّاني : عطف النّساء على أولادهنّ ، ومنه اشتقّ عطف البيان ، إذ هو التفات إلى الأوّل بالتّبيين / ، ومن الأوّل اشتقّ عطف النّسق ، لأنّه ليّ الثّاني على الأوّل.
وظهر من هذا أن العطف ينقسم إلى : عطف بيان ، وعطف نسق.
والغرض من هذا التّبويب بيان أحكام عطف البيان وحده ، لأنّه التّابع المشبه للصّفة في الكشف عن حقيقة متبوعه (٥).
__________________
(١) في الأصل : أحدها إلى.
(٢) أي : ثنيه. انظر اللسان : ٥ / ١٠٧ (لوى) ، ٤ / ٢٩٩٦ (عطف) ، التصريح على التوضيح : ٢ / ١٣٠ ، المصباح المنير : ٢ / ٤١٦ (عطف) ، تاج العروس : ٦ / ٢٠٠ (عطف).
(٣) يقال : عطف الفارس على كفئه إذا التفت إليه. انظر التصريح مع حاشية يس : ٢ / ١٣٠.
(٤) ما بين القوسين ساقط من الأصل.
(٥) وقال ابن مالك في شرح الكافية : عطف البيان تابع يجري مجرى النعت في تكميل متبوعه ، ومجرى التوكيد في تقوية دلالته ، ومجرى البدل في صلاحيته للاستقلال. وقال ابن عصفور : هو جريان اسم جامد معرفة في الأكثر على اسم دونه في الشهرة يبينه كما يبينه النعت. وقال ابن الحاجب : تابع غير صفة يوضح متبوعه.
انظر شرح الكافية لابن مالك : ٣ / ١١٩١ ، شرح ابن عصفور : ١ / ٢٩٤ ، شرح الكافية للرضي : ١ / ٣٤٣ ، شرح ابن عقيل : ٢ / ٥٩ ، شرح المرادي : ٣ / ١٨٤ ، شرح الأشموني :