والقاعدة الكلية : قلب همزة التأنيث المنقلبة عن حرف زائد في التثنية واوا ، كحمراوان ، إلا في هذه الكلمة ـ أعني لأواء ـ وفي كلمة أخرى وهي حواء ، فإن الهمزة فيهما لا تقلب بل تقر في التثنية كالأصلية ، فيقال : لأواءان وحواءان ، كما يقال : قرّاءان (١).
(وها أنا ساع فيما انتدبت إليه مستعينا بالله عليه) أي : وها أنا مجدّ.
وأصل السعي العدو فجعل توجهه إلى هذا التصنيف بوجه مجد ، كما أن الساعي هو المجد في المشي. ويقال : ندبه إلى كذا وانتدبه : دعاه إليه فانتدب ، أي : أجاب ، فقوله : انتدب ـ بالبناء لما لم يسم فاعله ـ إعلام بأنه طلب منه ذلك ودعي إليه.
(ختم الله لي ولقارئيه بالحسنى وحتم لي ولهم الحظّ الأوفى في المقرّ الأسنى) ، ختم : جعل آخر أمرنا وخاتمته ، والمراد بالحسنى : الحسن وهو الموت على الإسلام ، وحتم : معناه أوجب قاله في الصحاح (٢). وبين ختم وحتم جناس التصحيف لاتفاق الكلمتين وذوات بعضها مع اتحاد الكتابة ؛ فهو نظير قوله تعالى : (وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً)(٣).
ومنه قول ابن المعتز (٤) :
٥ ـ له وجه به يصبي ويضني |
|
ومبتسم به يشقي ويشفي (٥) |
__________________
ومعناه أيضا في سنن الترمذي (٤ / ٣١٨) (طبعة بيروت).
(١) القرّاء : بالفتح : الحسن القراءة وجمعه قراءون ، وبالضم : الناسك المتعبد وجمعه قراءون أيضا (القاموس : قرأ).
(٢) انظر (٥ / ١٨٩٢) من المعجم المذكور طبعة بيروت ، ونصه : وحتمت عليه الشيء : أوجبته.
(٣) سورة الكهف : ١٠٤. وأول الآية أو الآيتين : (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالاً (١٠٣) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً.)
(٤) هو أبو العباس عبد الله بن المعتز بن المتوكل بن المعتصم بن هارون الرشيد بن المهدي ولد سنة (٢٤٦ ه) ، كان أديبا بليغا وشاعرا مطبوعا تعلم على أيدي المبرد وثعلب ، واتفق جماعة على خلع الخليفة المقتدر سنة (٢٩٦ ه) ثم تولية ابن المعتز. ولكن أنصار المقتدر استطاعوا أن يقضوا على ابن المعتز ومن معه ويقتلوهم جميعا وعلى رأسهم عبد الله. ومن مصنفاته : كتاب البديع في البلاغة ، وطبقات الشعراء ، وديوان شعر وغير ذلك. انظر في ترجمته : وفيات الأعيان (٣ / ٧٦) ، نزهة الألباء (ص ٢٣٣).
(٥) البيت من بحر الوافر في ملحقات شعر ابن المعتز في رسالة بجامعة القاهرة (ص ١١٦) وهو أيضا في