[تعريف الكلام]
قال ابن مالك : (والكلام ما تضمّن من الكلم إسنادا مفيدا مقصودا لذاته).
______________________________________________________
واعلم أن الضمير في قولهم : ما دلّ على معنى في نفسه ، يرجع إلى معنى أي : ما دل على معنى كائن في نفسه أي : باعتباره في نفسه وبالنظر إليه في نفسه لا باعتبار أمر خارج.
وكذا الضمير في غيره في حد الحرف أي : ما دل على معنى كائن في غيره أي [١ / ١٥] باعتبار متعلقه لا باعتباره في نفسه.
وقيل : الضمير في : نفسه يرجع إلى ما دل لا إلى معنى أي : اللفظ الدال على معنى بنفسه من غير ضميمة يحتاج إليها في دلالته الإفرادية ؛ بخلاف الحرف ؛ فإنه يحتاج إلى ضميمة في دلالته على معنى الإفرادية.
وردّ هذا القول بأمرين :
أحدهما : أن في لا تستعمل بهذا المعنى (١).
الثاني : أن المقابل وهو الحرف لا يجري فيه النقيض ؛ إذ يصير المعنى :
الحرف : ما دل على معنى بغيره ، أي : بلفظ آخر معه ، وإذا جعل في غيره صفة لمعنى ، كان المعنى : ما دل على معنى حاصل في غيره ، أي : باعتبار متعلقه فيتطابق الحدان في مقصود التقابل (٢).
قال ناظر الجيش : اشتمل كلام المصنف في المتن والشرح على خمسة ألفاظ ، وهي : اللفظ ، والقول ، والكلمة ، والكلم ، والكلام. فلنذكرها أولا ثم نعود إلى تفسير الحد.
أما اللفظ : فهو مصدر في الأصل. وقد تقدم أنه الصوت الذي يعتمد على مقاطع الحروف. وهو أعم الخمسة لصدقه على المستعمل والمهمل. ـ
__________________
(١) وهو الإلصاق ، وإنما معناها الظرفية.
(٢) معناه : أن الاسم والفعل مستقلان بالمفهومية غير محتاجين لشيء آخر مطلقا ؛ بخلاف الحرف ؛ فلا يدل على معنى في نفسه بمفرده أو معه كلمة أخرى ، وإنما معناه في غيره دائما ، سواء كان ذلك الغير مفردا ، كلام التعريف في الرجل ، أو جملة كالنفي والاستفهام في قولك : ما قام زيد. وهل قام زيد؟