______________________________________________________
ضرورة يقتضي صحة جواز نسبة ذلك إليهم في الجملة ؛ فلا يمتنع دعوى الإجماع.
ويطلق الكلام في اللغة على أشياء : منها : نفس الفعل الذي هو التكلم ، وهو الأصل فيه ، وهذا الإطلاق على خلاف فيه (١) : أهو مصدر أم اسم مصدر؟ كما تقدم.
ومنها : ما يفهم من حال الشيء. ومنها : الإشارة. ومنها : الخط. ومنها : المعاني التي في النفس. ومنها : الجمل المفيدة.
ولا خلاف بين النحاة أن إطلاق الكلام في اصطلاحهم على ما سوى الأمرين الأخيرين مجاز.
وأما إطلاقه على المعاني التي في النفس وعلى الجمل المفيدة ، فهل هو بطريق الاشتراك (٢) فيكون حقيقة فيهما أو يكون حقيقة في أحدهما مجازا في الآخر؟ ثلاثة مذاهب نقلها الشيخ (٣). وفي ظني أني وقفت على ذلك في كلام ابن هشام شارح الإيضاح (٤).
وفي إطلاق الكلام حقيقة على المعاني النفسية بالنسبة إلى اصطلاح النحاة بعد.
وقد قال المصنف (٥) : «صرّح سيبويه في مواضع من كتابه بما يدلّ على أنّ الكلام لا يطلق حقيقة إلا على الجمل المفيدة».
وذكر عنه نصوصا : منها : قوله وقد مثّل بهذا عبد الله معروفا (٦) : ـ
__________________
(١) كلمة فيه ، ساقطة من نسخة (ب) ، (ج).
(٢) المشترك : هو اللفظ الدال على معنيين فأكثر دلالة متساوية ، كإنسان للفرد من البشر ولإنسان العين ، والخال لأخ الأم وللشامة في الخد وللسحابة الصغيرة وللبعير الضخم. وهو بخلاف المتضاد الذي يدل على معنيين متقابلين ، كالصارخ للمغيث والمستغيث. وبخلاف المترادف الذي تدل فيه عدة ألفاظ على معنى واحد.
(٣) انظر : التذييل والتكميل (١ / ٢٧ ، ٢٨).
(٤) هو محمد بن يحيى بن هشام الخضراوي أبو عبد الله الأنصاري الخزرجي الأندلسي ، من أهل الجزيرة الخضراء ويعرف بابن البرزعي ، كان رأسا في العربية ، عاكفا على التعليم ، أخذ عن ابن خروف وأبي علي الرندي وأخذ عنه الشلوبين وغيره. ولد سنة (٥٧٥ ه) وتوفي بعد سبعين عاما عاشها سنة (٦٤٦ ه).
مصنفاته : له كتاب الإفصاح في شرح الإيضاح وهو مخطوط بدار الكتب (١٦ نحو) ؛ إلا أنه ينقص منه الكثير ، وله غرر الإيضاح في شرح أبيات الإيضاح ، والنقض على الممتع لابن عصفور.
انظر في ترجمته بغية الوعاة (١ / ٢٦٧) ، الأعلام (٨ / ٧).
(٥) انظر : شرح التسهيل (١ / ٥).
(٦) انظر : كتاب سيبويه (٢ / ٧٨) ولا يوجد نص سيبويه في شرح التسهيل كما ذكر الشارح.