[تعريف الفعل]
قال ابن مالك : (والفعل كلمة تسند أبدا قابلة لعلامة فرعيّة المسند إليه).
______________________________________________________
قال ناظر الجيش : كلمة : جنس يعم الثلاثة. وتسند : أخرج به ما لا يسند وهو الحرف وبعض الأسماء ، كياء الضمير والأسماء الملازمة للنداء.
وأبدا : فصل ثالث أخرج به ما يسند من الأسماء وقتا دون وقت ؛ فتارة يسند وتارة يسند إليه وذلك كثير.
وقابلة لعلامة فرعيّة المسند إليه : فصل ثالث أخرج به بقية الأسماء.
وهي أسماء الأفعال ؛ لأنها تشارك الفعل في أنها مسندة أبدا ؛ لكن لا تقبل علامة فرعية ما أسندت إليه بخلاف الفعل فإنه يقبل.
وبيّن المصنف أن هذه العلامة هي تاء التأنيث الساكنة وياء المخاطبة.
فشتان لا يقبل التاء ويقبلها افترق ، ودراك لا يقبل الياء ويقبلها أدرك (١).
ولا يخفى أنه لو سكت عن تبيين ما أراد لزم دخول أسماء الفاعلين والمفعولين والصفة المشبهة في حدّ الفعل ؛ لأنها مسندة أبدا وتقبل علامة الفرعية ، وهي تاء التأنيث المتحركة وعلامتا التثنية والجمع ؛ لأن التثنية والجمع فرعا الإفراد.
ثم ها هنا تنبيه : وهو أن المصنف قال (٢) :
«ومثل الياء في الدّلالة على فرعيّة المسند إليه ، وكون قبولها مميّزا لفعل الأمر من اسمه : الألف والواو والنّون في أدركا وأدركوا وأدركن ، وقد حكم سيبويه (٣) بفعليّة هلمّ على لغة بني تميم لقولهم : هلمّي وهلمّا وهلمّوا وهلممن. وحكم باسميتها على لغة الحجازيين ؛ لأنّهم يلزمونها التّجريد كلزومه عند الجميع في دراك وأخواتها». انتهى.
وفسر الشيخ قول المصنف : قابلة لعلامة فرعيّة المسند إليه ـ بأنّ هذه العلامة هي تاء التّأنيث السّاكنة ، وياء المخاطبة ، وألف الاثنين ، وواو الجماعة ، ونون ـ
__________________
(١) انظر : شرح التسهيل (١ / ١٠).
(٢) انظر المرجع السابق.
(٣) انظر : الكتاب ، فيما ذكر : (٣ / ٣٣٢ ، ٥٢٩ ، ٥٣٤).