______________________________________________________
قال الكوفيون ومن تبعهم : إنّه مفعول من جهة المعنى فقط.
وقال سيبويه ومتابعوه ، وهم الجمهور : إنه مفعول صحيح من جهة اللّفظ والمعنى. فإن كان المصنف وافق الكوفيين فقد ناقض قوله في باب النداء : المنادى منصوب لفظا أو تقديرا ، ويكون اختار المذهب الفاسد أيضا وإن كان وافق سيبويه فقد أساء العبارة ؛ حيث خصّ جانب المفعوليّة بالمعنى دون اللّفظ» (١) انتهى.
والجواب : أن المصنف إنما أتى بهذه العبارة ؛ ليشمل قسمي المنادى من معرب ومبني. والمفعول لفظا يصدق عليه أنه مفعول معنى ، ولو لم يقيد المفعولية بالمعنى لم يكن نصّا في مقصوده ؛ إذ يتبادر الذهن إلى المفعولية لفظا ، فإذا لا مفهوم لقوله : مفعول في المعنى ، وإذا كان كذلك لم تتوجه مناقشة الشيخ [١ / ٢٥].
ومنها : التنوين وهو أضرب :
تنوين الترنّم : وهو الذي يكون عوضا عن مدة الإطلاق في رويّ مطلق (٢) فالمراد تنوين ذي الترنم.
والتّنوين الغالي : وهو اللاحق الروي المقيد (٣). وهذان التنوينان يشترك فيهما الاسم والفعل والحرف ؛ لأن الروي قد يكون آخر فعل وآخر حرف كما يكون آخر ـ
__________________
(١) انظر في مناقشة أبي حيان لابن مالك : التذييل والتكميل (١ / ٥٢ ، ٥٣).
وانظر في كلام ابن مالك : تسهيل الفوائد (ص ١٧٩) ، قال :
«باب النّداء : المنادى منصوب لفظا أو تقديرا بأنادي لازم الإضمار».
وانظر فيما قال سيبويه : الكتاب : (٢ / ١٨٢) ، قال :
«هذا باب النّداء : اعلم أنّ النداء كلّ اسم مضاف فيه ، فهو نصب على إضمار الفعل المتروك إظهاره.
والمفرد رفع وهو في موضع اسم منصوب».
(٢) الروي المطلق أو القافية المطلقة : هي التي آخرها حرف مد. والتنوين الذي يلحقها يسمى تنوين الترنم ، ومن أمثلته المشهورة :
أقلّي اللّوم عاذل والعتابن |
|
وقولي إن أصبت لقد أصابن |
(٣) والروي المقيد أو القافية المقيدة : هي التي رويها ساكن وتنوينها يسمى التنوين الغالي ، ومن أمثلته المشهورة قول رؤبة يصف مفازة :
وقاتم الأعماق خاوي المخترقن
ولما كان يجوز أن يكون حرف الروي المطلق أو المقيد اسما أو فعلا أو حرفا ، قال النحاة : إن هذين التنوينين غير خاصين بالاسم.