[أقسام الفعل]
قال ابن مالك : (وأقسامه : ماض ، وأمر ، ومضارع).
______________________________________________________
الاسم في الياء بطريق آخر ؛ فنقول في عليكني : عليك بي حكاه سيبويه (١).
وكذا يقال في : رويدني رويد لي ؛ فعلى هذا لا مندوحة في الفعل عن النون ، وأما في اسم الفعل فثم مندوحة.
وفي هذا الجواب نظر : وهو أن يقال : لزوم النون إنما هو مع اتصال الياء بالكلمة. وحيث اتصلت بعليك أو برويد لزمت النون مطلقا.
وأما الثاني : فيجاب عنه بأن المذكور خاصة وليس من شرط الخاصة الانعكاس ، أي : لا يلزم من عدمها العدم ، فلا يلزم من عدم لزوم النون في فعل التعجب عدم فعليته. وهو ظاهر (٢).
ومنها : اتصاله بضمير الرفع البارز :
فقيد الضمير بالرفع احترازا من ضميري النصب والجر ؛ لجواز اتصال الاسم والحرف بهما. وقيد بالبارز ؛ لأن المستتر يتصل بالاسم أيضا (٣). وأما البارز إذا كان مرفوعا ، فمختص بالفعل نحو : قاما ويقومان وقوما.
قال ناظر الجيش : لما فرغ من ذكر علامات الفعل ، أراد أن يذكر أقسامه الأولية التي يترتب عليها معرفة ما هو مبني ، وما هو معرب ، وما هو منها مبهم ، وما هو مختص بأحد الأزمنة الثلاثة.
واعلم أن الأفعال في الحقيقة إنما هي المعاني القائمة بالفاعلين ، أو الصادرة عنهم.
ولها ألفاظ تدل عليها ، كالقعود والضرب مثلا. وهي تستلزم زمانا غير معين.
والأزمنة ثلاثة : متقدم ومنتظر بالنسبة إلى زمن الإخبار : وهما الماضي والمستقبل ، ـ
__________________
(١) انظر : الكتاب (١ / ٣٦١) بتحقيق الأستاذ عبد السّلام هارون.
(٢) معناه أن وجود النون في الكلمة واتصالها بها ، يوجب فعليتها ولا عكس ، فقد تكون الكلمة فعلا دون اتصال النون بها ، كما مثّل بما أكرمي في التعجب ، مع أن هذا التعبير قليل نادر. والصحيح فيه اتصال النون ، فتقول : ما أكرمني ، وما أحسنني. ولم تقل العرب ما أكرمي وما أحسني (انظر شرح المفصل لابن يعيش : ٧ / ١٤٣).
(٣) مثال اتصال الضمير المنصوب بالاسم : الضاربك ، عند سيبويه. ومثال اتصاله بالحرف : اتصاله بإن وأخواتها ، وأما المجرور فيهما فهو كثير. ومثال اتصال الضمير المستتر بالاسم : الضمائر المستترة في الصفات.