الباب الثاني
باب إعراب الصّحيح الآخر
*[تعريف الإعراب]
قال ابن مالك : (الإعراب ما جيء به لبيان مقتضى العامل من حركة أو حرف أو سكون أو حذف).
______________________________________________________
قال ناظر الجيش : لما فرغ من شرح الكلمة وذكر أقسامها ، وشرح الكلام وما يتعلق بذلك ، وكان المقصود من علم النحو تصحيح الكلام ، وكان ذلك لا يتم إلا بالإعراب شرع في ذكره ، ويلزم من ذلك التعرض لذكر المعرب والمبني من الكلمات الثلاث.
ولما كان المعرب مفردا وغير مفرد وهو المثنى والمجموع على حده ، والمفرد منه ما آخره صحيح ومنه ما آخره معتل ، أفرد المصنف لكلّ بابا.
فبدأ بذكر المفرد الصحيح الآخر ، وثنى بذكر المعتل الآخر ، وثلث بذكر المثنى والمجموع.
والمراد بالصحيح الآخر : ما ليس آخره حرف علة وحروف العلة في باب الأعراب ثلاثة : الواو المضموم ما قبلها والياء المكسور ما قبلها والألف. فما آخره واو ليس قبلها ضمة كدلو ، وياء ليس قبلها كسرة كظبي ، حكمه حكم الصحيح لقبوله للحركات.
وقد ذكر الأئمة أن الإعراب في اللغة يطلق لمعان ثلاثة :
الإبانة عن الشيء : أعرب الإنسان عن حاجته إذا أبان عنها ، ومنه : والثيب تعرب عن نفسها (١) أي تبين.
والتحسين (٢) : أعربت الشيء حسنته ، قال الله تعالى : (عُرُباً أَتْراباً)(٣) أي ـ
__________________
(١) جعله ابن منظور في لسان العرب (مادة : عرب) حديثا. ونصه في كتب الأحاديث غير ذلك وهو فيها : «الثيب أحق بنفسها من وليها والبكر تستأمر وإذنها سكوتها» (صحيح البخاري : ٧ / ١٧) ، (صحيح مسلم : ٤ / ١٤١) ، (مسند الإمام : ١ / ٢٦٩).
(٢) هو المعنى الثاني ، وقوله : والتغيير : هو المعنى الثالث.
(٣) سورة الواقعة : ٣٧.