[أنواع الإعراب]
قال ابن مالك : (وأنواع الإعراب : رفع ونصب وجرّ وجزم وخصّ الجرّ بالاسم ؛ لأنّ عامله لا يستقلّ فيحمل غيره عليه ، بخلاف الرّفع والنّصب وخصّ الجزم بالفعل لكونه فيه كالعوض من الجرّ).
______________________________________________________
والجواب : أنه لا يلزم من اعتبار لزوم الإضافة في أي ، اعتباره في لدن ؛ لجواز أن يمنع منه مانع (١) ، وبتقدير التسليم فليس شبه لدن بعند كشبه أي بكل وبعض. ولو سلم فليس لدن بمعنى عند. وقد قال المصنف في باب الظروف (٢) :
«وليست لدى بمعناها بل بمعنى عند على الأصحّ» ، فدل على أن معنى لدن ومعنى عند غيران (٣).
قال ناظر الجيش : إنما قال : وأنواع الإعراب لما علم من أن الإعراب عنده لفظي.
ومن الإعراب عنده معنوي (٤) ، يقول : ألقاب الإعراب وعلامات الإعراب.
«ولما كان المضارع شريك الاسم في الإعراب ، وكان الكلام في الإعراب عموما لم يستغن عن ذكر الأنواع الأربعة.
وقدم الرفع لأن الكلام قد يستغني به عن غيره ، وقدم الجر لأنه خاص بما هو أصل وأخر الجزم لأنه خاص بما هو فرع (٥). ـ
__________________
(١) وهو مجيء غدوة بعدها منصوبة (كتاب سيبويه : ١ / ٥٩) ، واستشهدوا له بقول الشاعر (من الطويل) :
فما زال مهري مزجز الكلب منهمو |
|
لدن غدوة حتّى دنت لغروب |
(٢) انظر تسهيل الفوائد (ص ٩٧). والضمير في بمعناها يعود على لدن بالنون.
ومعنى كلامه : أن لدى ليست بمعنى لدن وإنما لدى بمعنى عند ؛ فينتج أن لدن ليست بمعنى عند وهو المقصود.
وانظر ستة أمور تختص بها لدن دون عند في حاشية الصبان (٢ / ٢٦٤).
(٣) قوله : غيران : هكذا ورد في المخطوطة الأصل ومعناه متغايران. أما ضبطه فهو غريب : هل هو مثنى غير كبعل لم يرد ، وإنما الذي ورد أن يجمع غير التي بمعنى سوى على أغيار.
ولعل ضبطه بكسر أوله وفتح ثانيه ، ففي اللسان قولهم : لا أراني الله بك غيرا. والغير من تغير الحال وهو اسم بمنزلة القطع والعتب وما أشبههما.
وفيه أيضا الغير من قولك : غيرت الشيء فتغير (اللسان : مادة غير).
(٤) انظر الاختلاف في ذلك في أول هذا الباب.
(٥) المقصود بالأصل هو الاسم وبالفرع هو الفعل ، وهذا معلوم مما تقدم.