______________________________________________________
وأما ذو : فوزنه عند سيبويه فعل محرك العين وأصله ذوي ثم أعلت اللام بقلبها ألفا فصارت ذوي ثم حذفت. ويدل على الحذف قولهم في التثنية : ذواتا فردوا اللام فهو عنده من باب طويت.
وذهب الخليل (١) إلى أن وزنه فعل وأنه من باب قوة فأصله ذوّ مثل قو (٢).
وجعله ابن كيسان (٣) محتملا للوزنين (٤) وخدش مذهب سيبويه بشيء [١ / ٧٢] وهو أنه لو كان كما قال ، لم يقولوا : ذوو مال ، بل كانوا يقولون : ذوو مال ، كما قالوا : مصطفو زيد فكانت الألف تسقط لمكان واو الجمع وينفتح ما قبل الواو ليدل على المحذوف (٥).
وأما هن : فوزنه فعل ، قال الشيخ : «عند البصريّين» (٦).
__________________
(١) هو أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد البصري ، سيد أهل الأدب في علمه وزهده والغاية في تصحيح القياس واستخراج مسائل النحو وتعليله ، وكان من تلاميذ أبي عمرو بن العلاء. ويكفي الخليل فخر أن إمام العربية سيبويه من تلاميذه وعامة الحكاية في كتاب سيبويه عن الخليل وهو أول من اخترع علم العروض ، وأخذ عنه ، وأول من ضبط اللغة ومعاجمها.
مصنفاته : له الكتاب المشهور في اللغة المسمى بالعين ، وله أيضا فائت العين ، وله كتاب النغم والجمل والعروض ، وله أشعار غاية في الزهد والتقوى وامتد به العمر فعاش أربعا وسبعين سنة حيث توفي سنة (١٧٥ ه).
انظر ترجمته وأخباره في نزهة الألباء (ص ٤٥) وبغية الوعاة (١ / ٥٥٨).
(٢) انظر في تحقيق رأي سيبويه والخليل كتاب سيبويه : (٣ / ٢٦٢ ، ٢٦٣).
(٣) هو أبو الحسن محمد بن أحمد بن كيسان النحوي أحد المشهورين بالعلم وممن خلطوا في مذهبهم بين النزعة البصرية والنزعة الكوفية ، وذلك لأنه أخذ عن العباس المبرد وأبي العباس ثعلب ، وقال عنه أبو بكر ابن مجاهد : كان ابن كيسان أنحى من شيخيه أي السابقين.
مصنفاته : منها المهذب في النحو ، المختار في علل النحو ، مسائل في الخلاف بين البصريين والكوفيين. ولم أقف على واحد منها وله ميكروفيلم بمعهد المخطوطات بعنوان : الموفق في النحو لابن كيسان (٢٠٤ نحو).
واختلف في وفاته وأصح الآراء في ذلك أنه توفي سنة (٢٩٩ ه).
انظر ترجمته في نزهة الألباء (ص ٢٣٥) بغية الوعاة (١ / ١٨) نشأة النحو (ص ١٥١).
وانظر ترجمة مفصلة له في كتاب عنه للدكتور محمد إبراهيم البنا تحت عنوان : ابن كيسان النحوي : حياته وآثاره وآراؤه.
(٤) انظر التذييل والتكميل (١ / ١٦٣) والهمع (١ / ٤٠) وحاشية الصبان (١ / ٧٢).
(٥) انظر التذييل والتكميل (١ / ١٦٤).
(٦) انظر المرجع السابق.