[الأمثلة الخمسة عند النصب والجزم]
قال ابن مالك : (وتحذف جزما ونصبا ولنون التّوكيد ، وقد تحذف لنون الوقاية أو تدغم فيها وندر حذفها مفردة في الرّفع نظما ونثرا).
______________________________________________________
وأما الفارسي فلا يقوم له دليل على ما ادعاه في هذه المسألة (١).
قال ناظر الجيش : اعلم أن نون الرفع تحذف كثيرا ونادرا وحذفها كثيرا قسمان : واجب وجائز ، فأما الواجب فالمقتضي له ثلاثة أمور :
الجزم والنصب ونون التوكيد.
وأما الجائز فالمقتضي له أمر واحد : وهو نون الوقاية فيجوز معها إثبات نون الرفع وحذفها ، وإذا أثبتت فقد تدغم في نون الوقاية وقد لا تدغم ، فصار لنون الرفع مع نون الوقاية ثلاثة أحوال :
الفك والإدغام والحذف ، وقرئ بالأوجه الثلاثة قوله تعالى : (أَفَغَيْرَ اللهِ تَأْمُرُونِّي)(٢).
واختار المصنف أن المحذوف هو نون الرفع لا نون الوقاية وهو مذهب سيبويه (٣).
وقال الأخفش والمبرد وأكثر المتأخرين : إنّ المحذوف نون الوقاية لا نون الرّفع (٤).
وصحح المصنف مذهب سيبويه بوجوه (٥) : ـ
__________________
(١) والذي ادعاه هو قوله : إنها معربة ولا إعراب فيها ، وهو مردود لأنه لا بد من علامة تدل على الإعراب.
(٢) سورة الزمر : ٦٤. وانظر في تخريج هذه القراءات الثلاثة والتفصيل فيها كتاب النشر لابن الجزري : (٢ / ٣٦٣) ، والكشف عن وجوه القراءات لمكي (٢ / ٢٤٠). وانظر أيضا : التبيان في إعراب القرآن للعكبري (٢ / ١١١٣).
قال : «قرأ ابن عامر بنونين ظاهرتين. وقرأ نافع بنون واحدة ، وهي إما نون الرّفع وإمّا نون الوقاية ، وقرأ الباقون بنون مشدّدة» ، وانظر أيضا كتاب سيبويه (٣ / ٥١٩).
(٣) الكتاب : (٣ / ٥١٩) قال في حذف نون الرفع بعد أن تكلم في حذفها مع نون التوكيد : وقد حذفوها فيما هو أشد من ذا ، بلغنا أن بعض القراء قرأ : أتحاجوني [الأنعام : ٨٠] وكان يقرأ : فبما تبشرون [الحجر : ٥٤] وهي قراءة أهل المدينة وذلك لأنهم استثقلوا التضعيف.
(٤) انظر في تخريج رأي الأخفش والمبرد : التذييل والتكميل (١ / ١٩٤). وانظر في تخريج رأي المبرد أيضا كتابه المقتضب (١ / ٢٥٢) وعلل حذف الثانية بأنها منفصلة عن الأولى.
(٥) انظر : شرح التسهيل (١ / ٥٢).