الباب الثالث
باب إعراب المعتلّ الآخر
*[كيفية إعراب المضارع المعتل الآخر]
قال ابن مالك : (يظهر الإعراب بالحركة والسّكون أو يقدّر في حرفه وهو آخر المعرب ؛ فإن كان ألفا قدّر فيه غير الجزم وإن كان ياء أو واوا يشبهانه قدّر فيهما الرّفع وفي الياء الجرّ ، وينوب حذف الثّلاثة عن السّكون).
______________________________________________________
قال ناظر الجيش : لما أنهى الكلام على إعراب الصحيح الآخر شرع في الكلام على إعراب مقابله وهو المعتل الآخر ، وقد تقدم أن نحو دلو وظبي حكمها حكم الصحيح الآخر ، فالمراد بالمعتل الآخر في باب الإعراب ما آخره ألف ، أو ياء قبلها كسرة ، أو واو قبلها ضمة.
وإلى ذلك الإشارة بقوله : وإن كان ياء أو واوا يشبهانه أي يشبهان الألف في كون حركة ما قبلهما مجانسة لهما كما أن حركة ما قبل الآخر مجانسة لها.
فقوله : يظهر الإعراب بالحركة والسّكون أي في الصحيح الآخر.
وقوله : أو يقدّر في حرفه أي في المعتل الآخر.
فالمعنى : أو يقدر في حرف الإعراب. وحرف الإعراب في المعتل هو آخره كما في الصحيح ؛ فلا يذهب الوهم إلى أنا نقدر الإعراب في موضع الكلمة المعتلة المعربة ، كما يحكم على المحل بالإعراب في الكلمة المبنية ، وإن اشتركا في عدم ظهور الإعراب لفظا (١).
وعلم من كلام المصنف أن الإعراب إما ظاهر ، أو مقدر ، فلا واسطة بينهما.
وذكر الشيخ عن بعضهم أن الإعراب ظاهر ، ومقدر ، ومنوي ، ومعتبر.
فالظاهر : هو الملفوظ به.
والمقدر : في نحو ملهى ؛ لأن ألفه منقلبة عن ياء متحركة. ـ
__________________
(١) معناه أن الفعل المضارع المعتل يعرب بحركات مقدرة فوق حرف العلة نفسه : الألف أو الواو أو الياء ، ولا يقال إن الحركة مقدرة فوق الكلمة كلها ، كما يقال في الكلمة المبنية مثل هؤلاء : إنها مبنية على الكسر في محل جر ، وإن اشترك المعتل والمبني في عدم ظهور الإعراب لفظا.