[بناء حرف العلة مع الجازم للضرورة]
قال ابن مالك : (إلّا في الضّرورة فيقدّر لأجلها جزمها).
______________________________________________________
قال ناظر الجيش : هذا استثناء من قوله : وينوب حذف الثّلاثة عن السّكون ، يعني أن الأحرف المذكورة قد لا تحذف حال الجزم بل تقر للضرورة.
قال المصنف (١) : اكتفي بتقدير طرآن السكون مسبوقا بحركة ، وأنشد قول الشاعر :
٧٢ ـ إذا العجوز غضبت فطلّق |
|
ولا ترضّاها ولا تملّق (٢) |
وقول الآخر :
٧٣ ـ ألم يأتيك والأنباء تنمي |
|
بما لاقت لبون بني زياد (٣) |
__________________
(١) انظر : شرح التسهيل (١ / ٥٥).
(٢) البيتان من رجز رؤبة المشطور (ملحقات ديوان رؤبة ص ١٨٩) ، وهما أيضا في معجم الأدباء لياقوت (١١ / ١٥٠) في ترجمة رؤبة. وهو ينصح الرجال وبعدهما قوله :
واعمد لأخرى ذات دلّ مؤنق |
|
ليّنة اللّمس كلمس الخرنق |
اللغة : تملق : من معنى ترضى. دل مؤنق : أي معجب اسم فاعل من أنق. الخرنق : بكسر أوله وثالثه : ولد الأرنب.
وشاهده : واضح. وقال بعضهم : ليست لا الناهية الجازمة ، وإنما هي النافية والواو فيه للحال (حاشية يس على التصريح : ١ / ٨٧) والتمثيل بالأبيات الثلاثة للألف والياء والواو.
والبيت في التذييل والتكميل (١ / ٢٠٧) ، ومعجم الشواهد (ص ٥٠٨).
(٣) البيت من بحر الوافر مطلع قصيدة لقيس بن زهير بن جذيمة بن رواحة العبسي قالها في قصة شحناء وقعت بينه وبين بني زياد بسبب درع أخذها الربيع بن زياد منه فأخذ قيس إبلهم ، فباعها لعبد الله ابن جدعان القرشي بمكة ، وذلك قوله بعد بيت الشاهد
ومحبسها على القرشيّ تشرى |
|
بأدراع وأسياف حداد |
انظر القصيدة في أمالي ابن الشجري (١ / ٨٥).
اللغة : الأنباء : الأخبار ، تنمي : تشيع وتنشر. لبون : الناقة الشابة ويروى مكانها قلوص. بنو زياد : هم الربيع وإخوته : عمارة وقيس وأنس وأمهم فاطمة بنت الخرشب الأنمارية إحدى المنجبات في العرب. وقيس يفتخر بشجاعته وقوته على بني زياد حيث اغتصب إبلهم. وشاهده كالذي قبله وقوله : بما لاقت : فاعل يأتيك زيدت فيه الباء ضرورة وقيل الفاعل مضمر وهذا يتعلق به ، والبيت في شرح التسهيل (١ / ٥٦) ، وفي التذييل والتكميل (١ / ٢٠٦) ، وفي معجم الشواهد (ص ١٢٣).