[الملحق بالمثنى وأنواعه]
قال ابن مالك : (وما أعرب إعراب المثنّى مخالفا لمعناه أو غير صالح للتّجريد وعطف مثله عليه فملحق به وكذلك كلا وكلتا مضافين لمضمر ومطلقا على لغة كنانة).
______________________________________________________
وعلى هذه اللغة قراءة من قرأ : إن هذن لسحرن (١).
وأنكر أبو العباس هذه اللغة وهو محجوج بنقل الثقات أنها لغة لطوائف من العرب (٢).
قال ناظر الجيش : من الكلام ما صورته صورة المثنى وليس بمثنى صناعي ؛ لكنه محمول في إعرابه على المثنى. والكلام على هذا الموضع يظهر فائدة قيود حد المثنى ـ
__________________
عيره بأمه مطلعها :
يعيّرني أمّي رجال ولن ترى |
|
أخا كرم إلّا بأن يتكرّما |
وهل لي أمّ غيرها إن تركتها |
|
أبى الله إلّا أن أكون لها ابنما |
وانظر القصيدة والشاهد في هذه المراجع : الأصمعيات (ص ٢٤٤) ، الشعر والشعراء (١ / ١٨٦) ، مختارات ابن الشجري (ص ١٥١).
اللغة : أطرق : سكت. الشجاع : ضرب من الحيات عظيم. مساغا : مدخلا. صمما : عض.
ومعناه : أنه يسكت سكوت الحية التي إذا رأت مكانا لنابيها قتلت ولدغت. ويستشهد به في قوله : لناباه حيث ألزم المثنى الألف في حالة الجر. والبيت في معجم الشواهد (ص ٣٢١) وفي شرح التسهيل (١ / ٦٣) ، والتذييل والتكميل (١ / ٢٤٦).
ترجمة المتلمس : هو جرير بن عبد المسيح بن عبد الله ولقب بالمتلمس لبيت قاله فيه هذا اللقب وهو خال طرفة بن العبد ، وقصتهما مع عمرو بن هند مشهورة ـ وملخصها أنهما قد هجياه ثم مدحاه فكتب لهما كتابا إلى عامله بالحيرة ظنّا فيه الخير وكان فيه حتفهما ، ففض المتلمس كتابه وفهم ما فيه ثم هرب إلى الشام. أما طرفة فركب رأسه ومضى إلى عامل الحيرة فقتله وأصبحت صحيفة المتلمس يضرب بها المثل لكل من قرأ صحيفة فيها قتله. وانظر ترجمة المتلمس في هذه المراجع : وفيات الأعيان (٦ / ٩٢) ، الشعر والشعراء : (١ / ١٨٥) ، خزانة الأدب (٦ / ٣٤٥).
(١) سورة طه عليهالسلام : ٦٣. وانظر الحجة في القراءات السبع لابن خالويه (ص ٢٤٢) قال : «أجمع القراء على تشديد نون إنّ إلّا ابن كثير وحفص عن عاصم فإنهما خففاها. وأجمعوا على لفظ الألف في قوله : (هذن) إلا أبا عمرو فإنه قرأها بالياء وأجمعوا على تخفيف النون في التثنية إلا ابن كثير فإنه شدّدها». ثم احتج ابن خالويه لهذه القراءات كلها وبين أوجهها. وخرّج تشديد نون إن ولزوم الألف في (هذن) على لغة بلحارث بن كعب كما ذكر الشارح.
(٢) قال أبو حيان : «وذهب أبو العباس إلى إنكار هذه اللغة ولا يجيز مثلها في كلام ولا شعر ، وهو محجوج بنقل النحاة الثقات من هؤلاء الطوائف من العرب». (التذييل والتكميل ١ / ٢٤٨).