والحق أن هذا الكتاب وهو «التسهيل» يعد من أهم مؤلفات ابن مالك والذروة التي وصل إليها في دراساته النحوية ، وتأتي أهميته أيضا من أنه يمثل في دقة بالغة خلاصة التجربة النحوية الطويلة العميقة الخصبة ، التي وقف ابن مالك حياته عليها ووهبها كل جهده وطاقته.
شروح التسهيل :
ولأجل هذه القيمة العظيمة التي كانت لكتاب التسهيل ؛ وجدنا علماء النحو يتسابقون إلى شرحه وكشف غموضه ؛ لأنه كما سبق أن ذكرنا آنفا بلغ حد الإيجاز الشديد ، وأجملت عباراته حتى صعب فهمها على كثير من النحويين واللغويين.
وقد أشار صاحب كشف الظنون إلى هذه الشروح ، غير أنه سردها غير مرتبة ترتيبا زمنيّا ، وسوف أذكرها هنا مرتبة على حسب سنيّ وفيات أصحابها :
١ ـ شرح ابن مالك نفسه الذي وصل فيه إلى باب (مصادر الفعل) (١). (ت ٦٧٢ ه).
٢ ـ شرح الإمام بدر الدين ابن المصنف وهو تكملة شرح والده (ت ٦٨٦ ه).
٣ ـ شرح محمد بن علي المعروف بابن هانئ السبتي (٢) (ت ٧٣٣ ه).
٤ ـ شرح محمد بن علي الأربلي الموصلي (ت ٧٣٦ ه).
٥ ـ شرح شمس الدين محمد بن أحمد بن قدامة المقدسي (ت ٧٤٤ ه).
٦ ـ شرح الشيخ أبي حيان المسمى «التذييل والتكميل» (٣) (ت ٧٤٥ ه).
__________________
(١) ذكر في كشف الظنون : «يقال : إنه كمله وكان كاملا عند تلميذه الشهاب الشاغوري ؛ فلما مات المصنف ظن أنهم يجلسونه مكانه فلما خرجت عنه الوظيفة تألم فأخذ الشرح معه وتوجه إلى اليمن غضبا على أهل دمشق ، وبقي الشرح مخروما بين أهلها» كشف الظنون (١ / ٤٠٥) ، هذا وقد قام الأستاذ الدكتور / عبد الرحمن السيد ، والدكتور / محمد بدوي المختون ، بتحقيق هذا الشرح وهو الآن مطبوع متداول.
(٢) ذكر في كشف الظنون (١ / ٤٠٦) أن ابن هانئ توفي (٣٦٣ ه) فليتأمل ، ورجعنا إلى بغية الوعاة فوجدنا أنه توفي (٧٣٣ ه). انظر البغية (١ / ١٩٢ : ١٩٣).
(٣) حققت منه الأجزاء ، الأول والثالث والسادس في كلية اللغة العربية بالقاهرة.