[إعراب المعتل اللام من جمع المذكر وجمع المؤنث]
قال ابن مالك : (وقد يجعل إعراب المعتلّ اللّام في النّون منوّنة غالبا ، ولا تسقطها الإضافة وتلزمه الياء وينصب كائنا بالألف والتاء بالفتحة على لغة ما لم يردّ إليه المحذوف ، وليس الوارد من ذلك واحدا مردود اللّام ؛ خلافا لأبي عليّ).
______________________________________________________
قال ناظر الجيش : من العرب من يشبه سنين ونحوه من المعتل اللام المعوض عنها هاء التأنيث ، بغسلين فتلزمه الياء وتعربه بالحركات منونا فتقول :
إن سنينا يطاع فيها الله لسنين من خير السنين ، وسنينك أكثر من سنيني.
وبعض هؤلاء لا ينون فتقول : مرت عليه سنين فيترك التنوين ؛ لأن وجوده مع هذه النون كوجود تنوينين في حرف واحد (١).
وإنما اختص هذا النوع بهذه المعاملة لأنه أعرب إعراب جمع التصحيح ، وكان الأحق به إعراب جمع التكسير لخلو واحده من شروط جمع التصحيح ، ولعدم سلامة نظمه ؛ فكان جديرا بأن يجري مجرى صنوان وقنوان (٢) ، فلما كان ذلك مستحقّا ولم يأخذه ، نبه عليه بهذه المعاملة ، وكان بها مختصّا.
وقد فعل ذلك ببنين كقول الشاعر :
١٣٣ ـ وكان لنا أبو حسن عليّ |
|
أبا برّا ونحن له بنين (٣) |
__________________
فغظناهم حتى أتى الغيظ منهم |
|
قلوبا وأكبادا لهم ورئينا |
وجمع ثدي على ثدين وهو غريب لعدم الحذف منه في قوله (من الوافر) :
فأصبحت النّساء مثلّبات |
|
لها الويلات يمددن الثّدينا |
(١) في همع الهوامع (١ / ٤٧) يقول السيوطي : إعراب هذا النوع إعراب الجمع لغة الحجاز وعلياء قيس ، وأما بعض بني تميم وبني عامر فيجعلون الإعراب في النون ويلزمون الياء قال : أرى مرّ السنين أخذن منّي ... إلخ ثم الأولون يتركونه بلا تنوين والآخرون ينونونه فيقولون في المنكر : أقمت عنده سنينا بالتنوين.
(٢) أي في الإعراب بالحركات ؛ لأنه جمع تكسير.
(٣) البيت من بحر الوافر ذكر صاحب معجم الشواهد (ص ٣٩٣) أن قائله سعيد بن قيس الهمداني. وقال صاحب شرح التصريح (١ / ٧٧) : إن قائله أحد أولاد علي بن أبي طالب رضياللهعنه.