[تثنية خاصة لأسماء مخصوصة]
قال ابن مالك : (وربّما حذفت خامسة فصاعدا في التّثنية والجمع بالألف والتّاء ، وكذا الألف والهمزة من قاصعاء ونحوه ، ولا يقاس على ذلك ؛ خلافا للكوفيّين).
______________________________________________________
ابن ورجل علانية وربعة ؛ فإن مقتضى القياس أن يقال في ابن ابنون ، كما يقال في التثنية : ابنان وأن يقال في علانية وربعة علانيات وربعات ، كما يفعل بكل ما فيه تاء التأنيث». انتهى (١).
أما احترازه بالقياسية من نحو بنين فظاهر ، وأما احترازه من نحو علانية وربعة فلا يظهر ؛ لأن جمع علانية وربعة بالواو والنون وإن كان على غير قياس (٢) ، ليس في لحاقهما علامة جمع التصحيح لمذكر أو لمؤنث مخالفة للتثنية بتغيير كما في بنين وابنين ؛ ولا يفيده أن تقول إن التاء من علانية وربعة تحذف في الجمع دون التثنية.
فقد حصل تغيير لأن حذف التاء لا خصوصية لعلانية وربعة به ؛ إذ هو عام في كل ذي تاء قصد جمعه فإذا لا فائدة في ذكر علانية وربعة هنا.
قال ناظر الجيش : الضمير في «حذفت» عائد على الألف الزائدة ، قال المصنف (٣) : «والإشارة بذلك إلى ما روى الفراء من قول بعض العرب في تثنية : الخوزلى وخنفساء وباقلّاء وعاشوراء : خوزلان وخنفسان وباقلّان وعاشوران ، وأنشد (٤) :
١٣٧ ـ تروّح في عمّيّة وأغاثه |
|
على الماء قوم بالهراوات هوج (٥) |
__________________
(١) انظر : شرح التسهيل (١ / ٩٤). وقولهم : رجل علانية يقال : رجل علانية من علانين وعلانيّ من علانيين أي ظاهر أمره (القاموس : علن) ويقال : رجل ربعة بسكون الباء وفتحها أي مربوع الخلق لا بالطويل ولا بالقصير (اللسان : ربع).
(٢) وذلك لوجود التاء فيهما ولا يجمع هذا الجمع ما فيه التاء.
(٣) انظر : شرح التسهيل (١ / ٩٥) والخوزلى المذكور بعده : مشية فيها تثاقل وتراجع.
(٤) أي الفراء وانظر معاني القرآن له (٢ / ٨١) وأنشد بعده (من الطويل) :
مؤخّر عن أنيابه جلد رأسه |
|
لهنّ كأشباه الزّجاج خروج |
وشاهد الفراء في البيت الثاني حيث فصل الشاعر بين المضاف والمضاف إليه بوصف (مؤخّر عن أنيابه جلد رأسه).
(٥) البيت من بحر الطويل ولم أعثر عليه إلا في معاني القرآن للفراء (٢ / ٨١) وفي التذييل والتكميل (٢ / ٣٦) وفي شرح التسهيل لابن مالك (١ / ٩٦) والشاعر في البيت يصف رجلا غارقا في الضلال