[تثنية اسم الجمع وجمع التكسير]
قال ابن مالك : (ويثنّى اسم الجمع والمكسّر بغير زنة منتهاه).
______________________________________________________
قدر الإعراب فيها في ذو (١) وتحركت في تثنيته ، فقالوا : ذوا مال.
ومن مجيء ذاتا قول الراجز :
١٥٣ ـ يا دار سلمى بين ذاتي العوج (٢)
قال ناظر الجيش : قال المصنف : «مقتضى الدليل ألا يثنى ما دل على جمع ؛ لأن الجمع يتضمن التثنية ، إلا أن الحاجة داعية إلى عطف جمع على جمع ، كما كانت داعية إلى عطف واحد على واحد ؛ فإذا اتفق لفظا جمعين مقصود عطف أحدهما على الآخر ، استغني فيهما بالتثنية عن العطف ، كما استغني بها عن عطف الواحد على الواحد ما لم يمنع من ذلك عدم شبه الواحد ، كما منع في نحو مساجد ومصابيح.
وفي المثنى والمجموع على حده مانع آخر ، وهو استلزام تثنيتهما اجتماع إعرابين في كلمة واحدة ، ولأجل سلامة نحو مساجد ومصابيح من هذا المانع الآخر جاز أن يجمع جمع تصحيح ، كقولهم في أيامن أيامنون وفي صواحب صواحبات. وامتنع ذلك في المثنى والمجموع على حده. والمسوغ لتثنية الجمع مسوغ لتكسيره. والمانع من تثنيته مانع من تكسيره.
ولما كان شبه الواحد شرطا في صحة ذلك ، كان ما هو أشبه بالواحد أولى به ؛ فلهذا كان تثنية اسم الجمع أكثر من تثنية الجمع ، كقوله تعالى : (قَدْ كانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ)(٣) ، وكقوله تعالى : (يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ)(٤). ـ
__________________
(١) أي على مذهب سيبويه القائل بأن هذه الأسماء معربة بالحركات المقدرة على حروف العلة.
(٢) البيت من مشطور السريع أقصى نسبة له أنه لبعض بني سعدة (انظر اللسان : سهج).
وذاتي العوج : موضع. وشاهده واضح على هذه الرواية. وقد روي بإفراد ذات كما روي :
يا دار سلمى بين دارات العوج
وعليهما لا شاهد فيه. كما روى صاحب اللسان بعد البيت أبياتا أخرى.
والبيت في شرح التسهيل لابن مالك (١ / ١٠٥) وفي التذييل والتكميل (٢ / ٦٣).
(٣) سورة آل عمران : ١٣.
(٤) سورة آل عمران : ١٥٥.