______________________________________________________
(وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ) انتهى (١).
وألحق ابن كيسان (٢) بالمعارف من وما الاستفهاميتين نظرا إلى أن جوابهما يكون معرفة ، والجواب مطابق للسؤال. فإذا قيل : من عندك؟ فجوابه : زيد ونحوه ؛ وإذا قيل : ما دعاك إلى كذا؟ فجوابه : لقاؤك أو نحوه ؛ فدل تعريف الجواب على تعريف المجاب.
قال المصنف : «وهذا ضعيف لوجهين :
أحدهما : أن تعريف الجواب غير لازم ؛ إذ لمن قيل له : من عندك؟ أن يقول : رجل من بني فلان ، ولمن قيل له : ما دعاك إلى كذا؟ أن يقول : أمر مهم.
والثاني : أن من وما في السؤالين قائمان مقام أي إنسان وأي شيء وهما نكرتان ؛ فوجب تنكير ما قام مقامهما ، والتمسك بهذا أقوى من التمسك بتعريف الجواب ؛ لأن تطابق شيئين قائم أحدهما مقام الآخر ، ألزم وآكد من تطابق الجواب السؤال. وأيضا فالتعريف فرع ؛ فمن ادعاه فعليه الدليل بخلاف ادعاء التنكير» (٣).
__________________
(١) التذييل والتكميل (٢ / ١٢٤).
(٢) التذييل والتكميل (٢ / ١٢٥) ، والهمع (١ / ٥٥) ، وشرح التسهيل (١ / ١١٩).
(٣) انظر : شرح التسهيل (١ / ١١٩).