[الحديث عن الضمير المتصل المرفوع]
قال ابن مالك : (ومنه بارز متّصل : وهو إن عني به المعنيّ بنفعل «نا» في الإعراب كلّه ، وإن رفع بفعل ماض فتاء تضمّ للمتكلّم ، وتفتح للمخاطب ، وتكسر للمخاطبة ، وتوصل مضمومة بميم وألف للمخاطبين والمخاطبتين ، وبميم مضمومة ممدودة للمخاطبين ، وبنون مشدّدة للمخاطبات. وتسكين ميم الجمع إن لم يلها ضمير متّصل أعرف ، وإن وليها لم يجز التّسكين ؛ خلافا ليونس).
(وإن رفع بفعل غيره فهو نون مفتوحة للمخاطبات ، أو الغائبات ، وألف التّثنية في غير المتكلّم ، وواو للمخاطبين أو الغائبين ، وياء للمخاطبة ، وللغائب مطلقا مع الماضي ما له مع المضارع ، وربما استغني معه بالضّمّة عن الواو ، وليس الأربع علامات ، والفاعل مستكنّ خلافا للمازنيّ فيهنّ ، وللأخفش في الياء).
______________________________________________________
وقد عرفت مما ذكر أن جملة الضمائر المستكنة خمسة ، وهي : المدلول عليها بأنا ، ونحن ، وأنت ، وهو ، وهي ، وكلها في موضع رفع ؛ إذ الضمير المستكن لا يكون غير مرفوع.
وأما المدلول عليها بأنت وأنتما وأنتم وأنتن ، وهما وهم وهن ـ ففروع عن الخمسة المذكورة. وقد يجعل كلمة هي من الفروع أيضا ؛ فتكون الأصول على هذا أربعة لا غير.
قال ناظر الجيش : الضمير في قوله : ومنه ـ راجع إلى المضمر ، أي : ومن المضمر بارز ، والبارز قسيم المستكن ، وقال المصنف هنا : البارز ضد المستكن. فدل ذكره المستكن على أن مراده ما تقدمت الإشارة إليه ، وهو تقسيم المضمر أولا إلى مستكن وبارز ، ثم تقسيم المستكن إلى واجب الخفاء وجائزه.
وقد علمت أن البارز متصل ومنفصل.
فالمتصل : ما لا يقع أولا ، ولا يستغني عن مباشرة العامل لفظا وخطّا.
والمنفصل : بخلافه. وسيأتي الكلام عليه في فصل مفرد. ـ