[الحديث عن الضمير المتصل المنصوب والمجرور]
قال ابن مالك : (ومن البارز المتّصل في الجرّ والنّصب ياء للمتكلّم ، وكاف مفتوحة للمخاطب ، ومكسورة للمخاطبة ، وها للغائبة ، وهاء مضمومة للغائب ؛ وإن وليت ياء ساكنة أو كسرة كسرها غير الحجازيّين ، وتشبع حركتها بعد متحرّك ، ويختار الاختلاس بعد ساكن مطلقا وفاقا لأبي العبّاس ، وقد تسكّن أو تختلس الحركة بعد متحرّك عند بني عقيل وبني كلاب اختيارا وعند غيرهم اضطرارا. وإن فصل المتحرّك في الأصل ساكن حذف جزما أو وقفا جازت الأوجه الثّلاثة).
______________________________________________________
أيّتكنّ صاحبة الجمل الأدبب ينبحها كلاب الحوأب (١) وإنما حقه الأدبّ ، وكما حمل على الخروج من وزن الكلمة إلى غيره ، كقول العرب : أخذه ما قدم (٢) وما حدث وهنأه ومرأه ، وفعلته على ما يسوءك وينوءك. ولا يقولون في الإفراد إلا حدث وأمرأه ، وأناءه ينيئه ، وهذا هو المراد بقوله : وقد يسوغ لكلمات غير ما لها من حكم ووزن.
قال ناظر الجيش : لما أنهى الكلام على البارز المتصل المرفوع ، شرع في المتصل البارز المنصوب الموضع والمجروره. وقد تقدم أن غير المرفوع لا يكون مستكنّا إنما يكون بارزا (٣).
ولم يخص الضمائر بلفظ ، بل لفظها لفظ المنصوب المتصل ؛ لأنه لما كان سبب وضع الضمائر طلب الاختصار ، ناسب ذلك أن يشرك بينهما ؛ فكل ما هو للمنصوب هو للمجرور ، وإنما يميز بينهما العوامل. ـ
__________________
(١) نص الحديث في مسند الإمام أحمد بن حنبل (٦ / ٩٧).
الحوأب : منزل بين البصرة ومكة ، وهو الذي نزلت فيه عائشة رضياللهعنها وهي في موقعة الجمل (اللسان : حأب) والجمل الأدب : الكثير الوبر.
(٢) هو بعض حديث في مسند الإمام أحمد بن حنبل (٤ / ٤٠٤) ، (٦ / ٢ ، ٥). ونصه : عن أبي موسى أن النّبيّ عليهالسلام كان يحرسه أصحابه فقمت ذات ليلة ، فلم أره في منامه ، فأخذني ما قدم وما حدث ... إلخ. وكان عليهالسلام قد قام يدعو الله ويتشفع لأمته.
(٣) سبق أن قال الشارح بعد أن عد الضمائر المستكنة : «وكلّها في موضع رفع ؛ إذ الضّمير المستكن لا يكون غير مرفوع».