[أحكام ضمائر التثنية والجمع]
قال ابن مالك : (ويلي الكاف والهاء في التّثنية والجمع ما ولي التّاء ، وربّما كسرت الكاف فيهما بعد ياء ساكنة أو كسرة ، وكسر ميم الجمع بعد الهاء المكسورة باختلاس قبل ساكن وبإشباع دونه أقيس ، وضمّها قبل ساكن وإسكانها قبل متحرّك أشهر. وربّما كسرت قبل ساكن مطلقا).
______________________________________________________
قال ناظر الجيش : قال المصنف (١) : «قد تقدم أن تاء الضمير توصل مضمومة بميم وألف للمخاطبين والمخاطبتين ، وبميم مضممومة ممدودة للمخاطبين ، وبنون مشددة للمخاطبات ، وإن تسكين ميم الجمع إن لم يلها ضمير متصل أعرف ، وإن وليها لم يجز التسكين خلافا ليونس. فإلى جميع ذلك أشرت بقولي : ويلي الكاف والهاء في التّثنية والجمع ما ولي التّاء. فكما قيل فعلتما وفعلتم وفعلتن ، يقال لكما معهما وإنكم معهم وإنكن معهن.
ومن كسر هاء المفرد إتباعا للكسرة والياء الساكنة كسر هاء التثنية والجمع ، ومن لم يكسر لم يكسر.
وبعض العرب يكسر كاف التثنية والجمع بعد كسرة أو ياء ساكنة ؛ إلحاقا بالهاء نحو : مررت بكما وبكم وبكن ، ورغبت فيكما وفيكم وفيكن. قال الشاعر :
٢٠٢ ـ وإن قال مولاهم على كلّ حادث |
|
من الدّهر ردّوا بعض أحلامكم ردّوا (٢) |
__________________
(١) شرح التسهيل (١ / ١٣٣).
(٢) البيت من بحر الطويل من قصيدة مشهورة للحطيئة في مدح بني سعد وبها عدة شواهد وأبيات محفوظة جرت مجرى الأمثال :
يسوسون أحلاما بعيدا أناتها |
|
وإن غضبوا جاء الحفيظة والجدّ |
أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنا |
|
وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدّوا |
وانظر القصيدة في ديوان الحطيئة (ص ١٤٤).
والمعنى : إذا قال ابن عمهم تفضلوا بأحلامكم عند ما يحدث جليل من الأمر فعلوا. وإذا كان ابن مالك قد قرر كسر هذه الكاف في هذا البيت دون حكم على ذلك ، فإن ابن جني حكم عليه بالغلط الفاحش يقول (المحتسب : ١ / ٢٧٠) : «وناس من بكر بن وائل يجرون الكاف مجرى الهاء إذ كانت مهموسة مثلها وكانت علامة إضمار كالهاء ، وذلك غلط منهم فاحش ؛ لأنها لم تشبهها في الخفاء الّذي من أجله جاز ذلك في الهاء ، وإنّما ينبغي أن يجري الحرف مجرى غيره إذا أشبهه في علّته ثمّ أنشد البيت قائلا : وهذا خطأ عند ـ