[نون الوقاية وأحكامها وما ذا تلحق]
قال ابن مالك : (فصل (١) : تلحق قبل ياء المتكلّم إن نصب بغير صفة ، أو جرّ بمن أو عن أو قد أو قط أو بجل أو لدن نون مكسورة للوقاية ، وحذفها مع لدن وأخوات ليت جائز ، وهو مع بجل ولعلّ أعرف من الثّبوت ، ومع ليس وليت ومن وعن وقد وقط بالعكس ، وقد تلحق مع اسم الفاعل وأفعل التّفضيل ، وهي الباقية في فليني لا الأولى وفاقا لسيبويه).
______________________________________________________
قال المصنف : «كذا أنشدهما ابن جنّي في المحتسب بكسر ميم هم القضاة وهم النّاس» (٢).
قال ناظر الجيش : إيراد هذا الفصل في هذا الباب ظاهر ؛ لأن النون المذكورة إنما تلحق قبل ياء المتكلم ، فالكلام فيها متعلق بباب المضمر.
واعلم أن الياء إذا كانت منصوبة (٣) لحقت النون قبلها كائنا العامل فيها ما كان ؛ ولا يستثنى من العوامل إلا ما كان صفة ، فإنه لا يجوز معه لحاق النون ولا تلحق قبل الياء المجرورة إلا إذا كان الجر بأحد كلم ست وهي «من ، وعن ، وقد ، وقط ، وبجل ، ولدن» ، فعلى هذا لحاق هذه النون على ثلاثة أقسام : واجب ، وجائز ، وممتنع.
والجائز على ثلاثة أقسام : قسم يرجح فيه اللحوق ، وقسم عكسه ، وقسم يستوي فيه الأمران.
وتفصيل القول في ذلك : أن الناصب للياء إما فعل ، وإما اسم فعل ، وإما اسم هو صفة. وإما حرف وهو إن وأخواتها.
فإن كان الناصب صفة امتنعت النون نحو أنت المكرمي (٤). ـ
__________________
(١) كلمة فصل : ناقصة من نسخة (ب).
(٢) انظر : شرح التسهيل (١ / ١٣٤) ، وانظر البيتين في المحتسب لابن جني (١ / ٤٥ ، ٤٦).
(٣) قوله : إذا كانت منصوبة : أي في محل نصب لأن الضمائر كلها مبنية.
(٤) هذا عند سيبويه في الوصف المقترن بأل المضاف إلى الضمير ، وعند الأخفش وهشام أيضا اللذين يريان أن الوصف عامل في الضمير النصب مطلقا. وأما عند المبرد والرماني ـ موافقين للفراء ـ فالضمير في