[الحديث عن ضمائر الرفع المنفصلة]
قال ابن مالك : (فصل : من المضمر منفصل في الرّفع منه للمتكلّم أنا محذوف الألف في وصل عند غير تميم ، وقد يقال : هنا وأن ، ويتلوه في الخطاب تاء حرفيّة كالاسميّة لفظا وتصرّفا ، ولفاعل نفعل نحن ، وللغيبة هو وهي وهم وهنّ ، ولميم الجمع في الانفصال ما لها في الاتّصال).
______________________________________________________
كما أنها هي الباقية في : (أَفَغَيْرَ اللهِ تَأْمُرُونِّي)(١) ، وقد تقدم الكلام على ذلك» انتهى (٢).
وذهب بعضهم إلى أن المحذوف في فليني نون الوقاية (٣). ويشعر كلام المصنف بالخلاف ؛ لأنه قال : «وهي الباقية في فليني لا الأولى وفاقا لسيبويه».
قال الشيخ : «والّذي أختاره أنّ المحذوف نون الوقاية ؛ لأن نون الإناث ضمير ونون الوقاية حرف» (٤).
قال ناظر الجيش : لما أنهى الكلام على المضمر المتصل مستكنّه وبارزه ، شرع في الكلام على المنفصل :
وهو قسمان : مرفوع الموضع ومنصوبه ، وليس لهم منفصل مجرور ، بل المجرور كله متصل.
أما المرفوع فأصوله خمسة ألفاظ ، وهي : أنا ، نحن ، أن ، هي ، هو ، وبقية الألفاظ فروع عنها كما سيبين.
أما أنا فذهب البصريون (٥) إلى أن أصله الهمزة والنون ، وأن الألف فيه زائدة يؤتى بها للوقف ، كما يؤتى بهاء السكت ؛ بدليل حذفها في الوصل ، وبأن الهاء ـ
__________________
(١) سورة الزمر : ٦٤. وقد سبق ذكر القراءات المختلفة في هذه الآية في هذا التحقيق.
(٢) شرح التسهيل (١ / ١٤٠) ، وسبق في هذا التحقيق ذكر أدلة ترجيح أن الباقي بعد الحذف نون الوقاية.
(٣) في مغني اللبيب (٢ / ٦٢٠): «إذا دار الأمر بين كون المحذوف أوّلا أو ثانيا فكونه ثانيا أولى». وذكر مسألة نون الوقاية مع نون الإناث ، وأنشد البيت السابق : تراه كالثغام ... إلخ ، ثم قال : هذا هو الصّحيح. وفي البسيط أنّه مجمع عليه لأنّ نون الفاعل لا يليق بها الحذف.
(٤) التذييل والتكميل (٢ / ١٩٢).
(٥) التذييل والتكميل (٢ / ١٩٤) ، الهمع (١ / ٦٠).