[مواضع انفصال الضمير]
قال ابن مالك : (فصل : يتعيّن انفصال الضّمير إن حصر بإنّما ، أو رفع بمصدر مضاف إلى المنصوب ، أو بصفة جرت على غير صاحبها ، أو أضمر العامل ، أو أخّر ، أو كان حرف نفي أو فصله متبوع ، أو ولي واو المصاحبة ، أو إلّا ، أو إمّا ، أو اللّام الفارقة ، أو نصبه عامل في مضمر قبله غير مرفوع إن اتّفقا رتبة ، وربّما اتّصلا غائبين إن لم يشتبها لفظا).
______________________________________________________
وهي أيّاك بفتح الهمزة وتشديد الياء ، وإياك بكسر الهمزة وتخفيف الياء ، وهيّاك بكسر الهاء وتشديد الياء ، وهياك بفتح الهاء وتخفيف الياء.
قال المصنف : «وأغرب لغاتها تخفيف الياء» (١).
قال ناظر الجيش : المضمر بالنسبة إلى الاتصال والانفصال على ثلاثة أقسام :
قسم يجب اتصاله ، وقسم يجب انفصاله ، وقسم يجوز فيه الأمران.
ولما كانت مواضع الانفصال محصورة ، وكذا مواضع الاتصال والانفصال ، اقتصر المصنف على ذكرها ، فعلم أن ما سكت عنه يجب فيه الاتصال.
أما الانفصال فذكر أنه يجب في اثني عشر موضعا :
الأول : إذا حصر بإنما (٢) كقول الشاعر :
٢٣٢ ـ أنا الذّائد الحامي الذّمار وإنّما |
|
يدافع عن أحسابهم أنا أو مثلي (٣) |
__________________
(١) قال أبو حيان : «وقد طال بنا الكلام في إيّا ولواحقه ، وليس في ذلك كبير فائدة». (التذييل والتكميل : ٢ / ٢١٣).
وأحسن الأوجه في إيا هو ما ذهب إليه سيبويه : وهو أنّ إيا مضمر ، واللواحق التي تلحقها حروف دالة على التكلم وغيره.
وأحسن منه رأي الكوفيين وهو أن الاسم بجملته هو الضمير ، وهو إيا وما يتصل بها ، وما أبطلوه من أن الاسم لا يتغير بتغير أحوال المراد به ، فالجواب عليه أنّ كل ضمير مستقل بنفسه فلا اشتراك.
(٢) سيأتي بحث طويل في إنما وآراء النحاة في انفصال الضمير بعدها قريبا.
(٣) البيت من بحر الطويل من قصيدة للفرزدق ، صدرها محقق الديوان بقوله :
«بلغ نساء بني مجاشع فحش جرير بهنّ ، فأتين الفرزدق وهو مقيد لحفظ القرآن فقلن له : قبّح الله قيدك ؛ فقد هتك جرير عورات نسائك فأحفظنه فقام وفكّ قيده ، ثمّ قال القصيدة الّتي منها ذلك الشّاهد».