[فصل الضمير الواجب الاتصال]
قال ابن مالك : (ونحو : ضمنت إيّاهم الأرض ، ويزيدهم حبّا إليّ هم ـ من الضّرورات).
______________________________________________________
وجعل المصنف خلف ثاني مفعولي نحو : أعطيت زيدا درهما في باب الإخبار كهاء أعطيتكه (١) ، فيكون الاتصال فيه مختارا. ومثال ذلك : الذي أعطيته زيدا درهم ، هذا على الاتصال ؛ وإن جئت به منفصلا مراعاة للترتيب الأصلي قلت :
الذي أعطيت زيدا إياه درهم ، والاتصال رأي أبي عثمان المازني. قال المصنف : «وباختياره أقول ؛ لأنّ الاتصال هو الأصل ؛ فإذا أمكن بلا محذور ، فلا عدول عنه عند مراعاة الأولى ؛ فلو كان بدل الدرهم مفعول لا يعلم كونه ثانيا إلا بالتأخر نحو : أعطيت زيدا عمرا فأخبر عنه ـ تعيّن انفصاله لأن وصله بالفعل يوهم كونه أولا ؛ فلو عضد بهذا قول غير المازنيّ (٢) لاعتضد ، فيقال : إذا تعيّن الانفصال في بعض صور الإخبار فليلتزم في جميعها ، ليجري الباب على سنن واحد كما فعل في غيره» (٣).
قال ناظر الجيش : لما اقتصر المصنف على ذكر مواضع انفصال الضمير ، ومواضع اتصاله وانفصاله ـ علم أن ما سكت عنه يجب فيه الاتصال ، فصار كأنه قال : «وما عدا ما ذكر من مواضع وجوب الانفصال ومواضع جواز الأمرين ـ يجب اتصاله» ولهذا ساغ له أن يحكم بالضرورة على ما أنشده والضمير فيه منفصل.
أما ضمنت إياهم الأرض فمن قول الفرزدق :
٢٥٨ ـ بالباعث الوارث الأموات قد ضمنت |
|
إيّاهم الأرض في دهر الدّهارير (٤) |
__________________
(١) هذه هي مسألة الإخبار الملحقة بالباب الأول «أعطيتكه» الذي اختار فيه ابن مالك الاتصال. وانظر في المسألة أيضا : التذييل والتكميل.
(٢) في الأصل : فلو عضد بهذا قول المازني لاعتضد ، وما أثبتناه من نسخة (ب) ، وهو الصحيح ؛ لأن غير المازني يختار الانفصال في باب : أعطيت زيدا درهما أيضا.
(٣) شرح التسهيل (١ / ١٥٦).
(٤) البيت من بحر البسيط من قصيدة للفرزدق يمدح فيها يزيد بن عبد الملك ، ويهجو يزيد بن المهلب (ديوان الفرزدق : ١ / ٢١٣).