[مفسّر ضمير الغائب وتأخيره جوازا]
قال ابن مالك : (وقد يقدّم الضّمير المكمّل معمول فعل أو شبهه على مفسّر صريح كثيرا إن كان المعمول مؤخّر الرّتبة ، وقليلا إن كان مقدّمها ، وشاركه صاحب الضّمير في عامله).
______________________________________________________
ـ ثم ها هنا تنبيهان :
ناقش الشيخ المصنف في تمثيله بقوله تعالى : (هِيَ راوَدَتْنِي)(١) ، و (يا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ)(٢) لما لم يذكر مفسره ، قال :
«فإنّ الضّمير في (هى) عائد على قوله : (بِأَهْلِكَ سُوءاً)(٣) والضّمير في (اسْتَأْجِرْهُ) عائد على موسى صلىاللهعليهوسلم. فالمفسّر في الاثنين مصرّح بلفظه» انتهى (٤).
الثاني : لم يجعل ابن عصفور الضمير في : عندي درهم ونصفه ـ عائدا على نظير المذكور كما قال المصنف ؛ بل جعله عائدا على الدرهم المذكور باعتبار اللفظ ، لا باعتبار المعنى ، وكذا جعل الضمير في : نصفه فقد ، وفي : ونحن خلعنا قيده (٥).
قال ناظر الجيش : قد تقدم الإعلام بأن مفسر الضمير قد يؤتى به مؤخرا عن الضمير ، وإن كان ذلك على خلاف الأصل (٦).
وينبغي أن يعلم أن الضمير منه ما يفسره ما بعده ، فعلى هذا يكون تأخير المفسر في هذا القسم واجبا لا لأمر اقتضى وجوب تأخيره ؛ بل لأن من الضمير ما وضعه أن يفسره ما بعده.
إذا تقرر هذا فيقال : إن تأخير المفسر منه واجب ومنه جائز.
وقد بدأ بذكر مواضع الجواز ، وثنى بذكر مواضع الوجوب ، وإذا عرفت مواضع ـ
__________________
(١) سورة يوسف : ٢٦.
(٢) سورة القصص : ٢٦.
(٣) سورة يوسف : ٢٥.
(٤) التذييل والتكميل (٢ / ٢٥٣).
(٥) انظر نصه في شرح الجمل لابن عصفور (٢ / ١٠٠). وقد وقع لي ما رآه ابن عصفور في مرجع هذه الضمائر وأنا أقرأ هذه الأمثلة ، وكنت سأذكره إلا أنني وجدت النحوي الكبير سبقني به.
وفي نسخة الأصل كتب هنا : بلغت قراءة.
(٦) تقدم الإعلام بذلك.