[حكم ضمير الشأن من بروزه أو استتاره]
قال ابن مالك : (ويبرز مبتدأ واسم ما ، ومنصوبا في بابي إنّ وظنّ ، ويستكنّ في بابي كان وكاد).
______________________________________________________
ضمير قصة (١) ويقول العرب : إنّه أمة الله ذاهبة (٢).
قال ناظر الجيش : ضمير الشأن لا بد أن يكون معمولا للابتداء ، أو أحد نواسخه ، وهي كان وإن وظن أو إحدى أخواتهن ، والجملة بعده متممة لمقتضى العامل ، وهو بمنزلة ضمير غائب تقدم ذكره ؛ فلذلك يستتر مرفوعا بكان أو كاد أو إحدى أخواتهما ، كما يستتر ما ارتفع بهما من ضمير غائب تقدم ذكره ، ويبرز إذا كان مبتدأ أو اسم ما أو منصوبا بإن أو ظن أو إحدى أخواتهما ، وبروزه مبتدأ كقوله تعالى : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ)(٣).
وذكر صاحب البسيط خلافا في المبتدأ : هل يكون ضمير شأن أو لا؟ وذكر أن الفراء وأبا الحسن منعا ذلك (٤). وقد خرج قوله تعالى : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) على وجهين :
أحدهما : أنهم كانوا يتكلمون في توحيد الله ، فقيل لهم : هو أي التوحيد الله أحد.
الثاني : أن (أحد) بدل من اسم الله تعالى (٥). ـ
__________________
(١) القراءة المذكورة وهي قراءة التأنيث ورفع آية هي قراءة ابن عامر ، وقد خرجها الشارح. وخرجها بعضهم على غير ذلك ، فجعل (أولم تكن لهم آية) جملة تامة ، فلهم خبر تكن ، وآية اسمها ، وأن يعلمه بدل من آية ، وعلى هذا التخريج فلا ضمير قصة ، وقرأ الباقون غير ابن عامر ـ بالتذكير ، ونصب آية. وعليه فآية خبر ليكن مقدما وأن يعلمه هو الاسم.
(٢) انظر النوادر في اللغة لأبي زيد الأنصاري (ص ١٩٧) (طبعة دار الشروق) قال أبو زيد : «وقال أبو الحسن : قوله : فليت دفعت الهمّ الأحسن في العربية أن يكون أضمر الهاء ، كأنّه قال فليته دفعت يريد فليت الأمر هذا كما تقول : إنّه أمة الله ذاهبة ، وإنّ زيد منطلق يريد إنّه الأمر. وأنشد أبو العبّاس المبرّد لعمارة يصف نخلا (من الرجز) :
كأنّهنّ الفتيّات اللّعس |
|
كأنّ في أطلالهنّ الشّمس» |
(٣) سورة الإخلاص : ١.
(٤) التذييل والتكميل (٢ / ٢٨٠) ، والهمع (١ / ٦٧).
(٥) التذييل والتكميل (٢ / ٢٨٠).