[أسباب بناء الضمائر]
قال ابن مالك : (وبني المضمر لشبهه بالحرف وضعا ، وافتقارا ، وجمودا ، أو للاستغناء باختلاف صيغه لاختلاف المعاني. وأعلاها اختصاصا ما للمتكلّم وأدناها ما للغائب ، ويغلّب الأخصّ في الاجتماع).
______________________________________________________
واستكنانه في باب كاد ، كقوله تعالى : (مِنْ بَعْدِ ما كادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ)(١) في قراءة حمزة وحفص ؛ فإنهما قرءا يزيغ بالياء ، فهو مستند إلى قلوب ، والجملة التي من الفعل والفاعل خبر كاد ، واسم كاد ضمير الأمر (٢).
قال ناظر الجيش : ذكر لبناء المضمر سببين :
أحدهما : شبه الحرف. والثاني : الاستغناء عن الإعراب لعدم الحاجة فيه.
وجعل شبهه للحرف في ثلاثة أمور : الوضع والافتقار والجمود.
ومراده أن كلّا من هذه الأمور مستقل بالعلية ، كما أن مجموعها علة واحدة.
والمراد بشبه الحرف وضعا : كون بعض المضمرات على حرف واحد ، كتاء فعلت وكاف حديثك. وعلى حرفين كنا ، وما كان [١ / ١٧٨] من المضمرات على أكثر من حرفين فمحمول على غيره ؛ لأن ما هو على أقل من ثلاثة منها فهو أصل أو كالأصل ، وأيضا كأنهم قصدوا جري الباب على سنن واحد. ـ
__________________
هي الشّفاء لدائي لو ظفرت به |
|
وليس منها شفاء الدّاء مبذول |
وانظر بيت الشاهد في معجم الشواهد (ص ٢١٧) ، وهو في شرح التسهيل (١ / ١٦٥) ، وفي التذييل والتكميل (٢ / ٢٨٢).
ترجمة الشاعر : هو عمير بن عبد الله من بني سلول بنت ذهل بن شيبان ، ولقبه عجير ، ويكنى بأبي الفرزدق وأبي الفيل ، عاش أيام عبد الملك بن مروان ، فهو شاعر إسلامي يحتج بشعره ، وجعله ابن سلام في شعراء الطبقة الخامسة من الإسلاميين ، وقد أورد له أبو تمام مختارات في الحماسة. توفي سنة (٩٠ ه).
ترجمته في الأعلام للزركلي (٥ / ٥).
(١) سورة التوبة : ١١٧.
(٢) كما حملت قراءة حمزة وحفص بالياء على غير ضمير الشأن ، فتجعل القلوب اسم كاد ، وذكر الفعل على تذكير كاد ، أو لأنه جمع ليس لتأنيثه حقيقة.
وقرأ الباقون غير حمزة وحفص بالتاء ، والحجة في ذلك أنه أراد تقديم القلوب على الفعل ، فدل بالتاء على التأنيث لأنه جمع (الحجة في القراءات السبع : ص ١٧٨).