.................................................................................................
______________________________________________________
٢٩٦ ـ أبلغ هذيلا وأبلغ من يبلّغها |
|
عنّي حديثا وبعض القول تكذيب |
بأن ذا الكلب عمرا خيرهم نسبا |
|
ببطن شريان يعوي حوله الذّيب (١) |
[١ / ١٩٣] ومن هذا احترز المصنف بغالبا من قوله : ويتلو غالبا اسم ما لقّب به.
وأما الحكم الثاني : فهو إعراب الثاني بالنسبة إلى الأول : وذلك أن الاسم واللقب إما أن يكونا مفردين أو مركبين أو أحدهما مفردا والآخر مركبا.
فإن وجد تركيب فيهما نحو : جاء عبد الله أنف الناقة ، أو في أحدهما نحو :
جاء عبد الله بطة ، وزيد أنف الناقة ـ وجب أحد أمرين :
إما إتباع اللقب للاسم على أنه عطف بيان أو بدل.
وإما قطعه عنه إما إلى الرفع وإما إلى النصب.
وامتنعت إضافة الأول إلى الثاني : ووجه الامتناع أن الإضافة تقتضي أن يكون ذلك اللفظ مضافا كان أو مضافا إليه مستقلّا بالمعنى ، وإذا سمي بهما معا لم يكن أحدهما مستقلّا بمعنى ؛ لأنهما قد نقلا وسمي بهما مضافين ، فصار كل اسم منهما بمنزلة الجيم من جعفر ، وذلك لا يجوز إضافته ولا الإضافة إليه لأنه ليس له معنى.
لا يقال : كون كل واحد منهما بمنزلة بعض الاسم يقتضي ألا يعرب ؛ لأنا نقول : لما كانا في الأصل مضافا ومضافا إليه ونقلا وسمي بهما ـ بقي الإعراب على حاله نظرا إلى أصله ، وهذا بخلاف الإضافة. ـ
__________________
الكاهلي ، شاعرة جاهلية اشتهرت برثائها لأخيها عمرو ، وكان قد خرج غازيا ، فهبط واديا فنام فوثب عليه نمران فأكلاه ، وسمي ذا الكلب لكلب كان يلازمه يصطاد به. ولجنوب قصيدتان من أبلغ الرثاء في شرح ديوان الهذليين (٢ / ٥٧٨) وما بعدها.
(١) البيتان من بحر البسيط ، وهما لجنوب أخت عمرو ذي الكلب الهذلي ترثيه (انظر ديوان الخنساء ومراثي ستين شاعرة من شواعر العرب (ص ١٤٢) ، وانظر شرح أشعار الهذليين ص ٥٧٨ وما بعدها).
كلّ إمرئ بطوال العيش مكذوب |
|
وكلّ من غالب الأيّام مغلوب |
اللغة : بطن شريان : موضع قتل فيه المرثي. يعوي حوله الذّيب : كناية عن قتله في الصحراء.
وشاهده واضح : وهو تقدم اللقب على الاسم وذلك نادر.
ويضاف إلى ما ذكره الشارح من أسباب تأخير اللقب : أن اللقب يشبه النعت والنعت لا يتقدم.
ومراجع البيت في معجم الشواهد (ص ٤٧) وهو في شرح التسهيل (١ / ١٧٤) وفي التذييل والتكميل (٢ / ٣١٧).