.................................................................................................
______________________________________________________
ولم يتعرض المصنف إلى التعريف بغير اللام ، بل اقتصر على اللام كما فعل الزمخشري. قال ابن عمرون : «وتقييده التّعريف باللّام وإن كان يجوز بالإضافة نحو زيدوكم وزيودكم ـ لأنّ التّعريف فيه بالوضع على واحد مخصوص ، ولام العهد تفيد واحدا مخصوصا بالعهد ، فكان ذلك خلفا من تعريف العلميّة وهو الكثير».
وذكر في موجب زوال العلمية بالتثنية والجمع وجهين :
أحدهما : «أن العلم إنّما يكون معرفة إذا كان مفردا ؛ لأنّه لم يجعل علما إلّا على هذه الصيغة المعروفة فإذا زالت زالت العلمية».
ثانيهما : «أنّ التثنية وضعت لتدلّ على آخر ، ولم يوضع العلم ليدلّ على ذلك».
ثم قال : «وتنكيره باعتبار اشتراك في التسمية لا باعتبار اشتراك في الحقيقة ، ولأنّه نكرة جاز وصفه بالنّكرة في قولك : جاءني زيدان كريمان».
وأشار المصنف بقوله : إلّا في نحو جماديين وعمايتين وعرفات ـ إلى أن العلمية لا تنسلب في مثل ذلك بالتثنية والجمع.
قال في شرح هذا الموضع (١) : «فإن اشترك في العلم ما لا يفترق لم يحتج إلى الأداة في تثنية ولا جمع كجماديين في الشّهرين المعروفين ، وعمايتين في جبلين ، وعرفات لمواقف الحجّ واحدها عرفة. قال الشّاعر في جماديين :
٣١١ ـ حتّى إذا رجب تولّى وانقضى |
|
وجماديان وجاء شهر مقبل (٢) |
__________________
(١) شرح التسهيل (١ / ١٨١).
(٢) البيت من بحر الكامل ، قال فيه صاحب الدرر (١ / ١٧) : لم أعثر على قائله ، ولكنه في معجم الشواهد منسوب إلى أبي العيال الهذلي ، وقد وجدته كذلك في ديوان الهذليين (ص ٢٥٢) من القسم الثاني ، وهو من قصيدة صدرها الشارح بقوله : وكان أبو العيال الهذلي قد حوصر في بلاد الروم في زمن معاوية ، فكتب إلى معاوية كتابا فقرأه معاوية على الناس أوله قوله :
من أبي العيال أبي هذيل فاعرفوا |
|
قولي ولا تتجمجموا ما أرسل |
وبيت الشاهد نصه في الديوان :
حتّى إذا رجب تخلّى وانقضى |
|
... |
وشاهده واضح : حيث ثني العلم في جماديان وهو باق على تعريفه بالعلمية ، فلم يحتج إلى أداة ، ذلك لأن الذي يطلق عليهما المثنى لا يفترقان.
والبيت في شرح التسهيل (١ / ١٨١) وفي التذييل والتكميل (٢ / ٣٢٥) وفي معجم الشواهد (ص ٢٩٧).