.................................................................................................
______________________________________________________
المعنى فنحو سعد وفضل ، ومنه إياس مصدر آسه يؤوسه إياسا وأوسا إذا أعطاه (١).
وأما الفعل الماضي فنحو : شمّر وكعسب ، الأول من شمر إزاره إذا رفعه أو شمر في الأمر خف. والثاني من كعسب إذا أسرع أو قارب الخطى.
وأما الفعل المضارع فنحو : تغلب ويشكر.
وأما الفعل الأمر فنحو : إصمت في قول الشاعر [١ / ١٨٨] :
٢٩٠ ـ أشلى سلوقيّة باتت وبات بها |
|
بوحش إصمت في أصلابها أود (٢) |
[١ / ١٨٩] أشلى : أغرى ، وسلوقيّة : نسبة إلى سلوق قرية باليمن تنسب إليها السيوف والكلاب ، والضمير في باتت يرجع إلى سلوقية ، وفي بات يرجع إلى الصائد. وإصمت فلاة بعينها نقل من فعل الأمر وسمي بها. وكأن إنسانا قال لصاحبه : اصمت ليسمع حسّا فسمي المكان بالفعل خاليا من الضمير ، ولذا أعربه ولم يصرفه للتأنيث والتعريف.
غير أن المسموع في مضارع صمت ضم الميم ، والرواية في البيت بكسرها ، وذلك من تغيير الأعلام. وأما قطع الهمزة فلأن القاعدة أنه متى سمي بفعل وفيه همزة وصل ـ
__________________
(١) لسان العرب (١ / ١٧٠) مادة أوس.
(٢) البيت من بحر البسيط قاله الراعي النميري ، من قصيدة يمدح بها عبد الله بن معاوية بن أبي سفيان ، ومطلع هذه القصيدة :
طاف الخيال بأصحابي وقد هجدوا |
|
من أمّ علوان لا نحو ولا صدد |
اللغة : أشلى : دعا وأغرى وفاعله ضمير الصائد. سلوقية : نسبة إلى سلوق ، وهي قرية باليمن تنسب إليها السيوف والكلاب السلوقية ، والضمير في باتت يعود عليها ، وفي بات يعود على الصائد. بوحش إصمت : هي الكلاب الوحشية في هذا المكان ، وقيل : كله علم واحد. والمعنى : أغرى الصائد الكلاب بالصيد في هذا المكان. أصلابها : ظهورها. أود : اعوجاج والجملة صفة للكلاب.
والمعنى : أغرى الصائد هذه الكلاب الشديدة بوحوش هذه البرية.
وشاهده قوله : بوحش إصمت ، حيث نقلت الجملة الفعلية إلى العلمية.
والبيت في معجم الشواهد (ص ١٠٥) وفي التذييل والتكميل (٢ / ٣٠٩) ومثله هذا الشاهد في النقل من الجملة الفعلية قول الآخر (ديوان الحماسة : ١ / ٣١٥).
أبوك حباب سارق الضّيف برده |
|
وجدّي يا حجّاج فارس شمّرا |
ترجمة الشاعر : هو حصين بن معاوية من بني نمير ، كان أبوه سيد قومه في الجاهلية ، ولقب حصين بالراعي لكثرة وصفه للإبل وراعيها ، وهو شاعر فحل من شعراء الإسلام ، وهو الذي قال فيه جرير :
فغضّ الطّرف إنّك من نمير |
|
فلا كعبا بلغت ولا كلابا |
اقرأ ترجمته في الخزانة (٣ / ١٥٠). والشعر والشعراء (١ / ٤٢٥).