.................................................................................................
______________________________________________________
أي لا تزال.
وأشرت أيضا بقولي : متّصل ، إلى أن النافي قد يوجد منفصلا كقول الشاعر :
٦٧٨ ـ ما خلتني زلت بعدكم ضمنا |
|
أشكو إليكم حموّة الألم (١) |
أراد خلتني ما زلت بعدكم.
وخلت هنا بمعنى أيقنت وهو أيضا غريب.
ومن الفصل بين النافي والمنفي في هذا الباب قول الآخر [٢ / ٥] :
٦٧٩ ـ ولا أراها تزال ظالمة |
|
تحدث لي قرحة وتنكؤها (٢) |
__________________
والبيت ثاني أبيات ثلاثة قالتها عند ما لامت زوجها على كرمه حين قال لها : «عليّ إعطاء الجمال وعليك إعداد الحبال لها» ثمّ ثابت إلى رشدها ووافقته على الكرم إلى أن خلعت خمارها وجعلته حبلا لبعضها وقالت :
حلفت يمينا يابن قحفان بالّذي |
|
تكفّل بالأرزاق في السّهل والجبل |
تزال حبالي مبرمات أعدّها |
|
...... |
إلخ وبعده :
فأعط ولا تبخل إذا جاء سائل |
|
فعندي لها عقل وقد زالت العلل |
وقد روي البيت بتنكير حبالي وجعل مبرمات صفة لها وجملة أعدها هي الخبر وجاءت في المخطوطة بالإضافة إلى ياء المتكلم وعليه فمبرمات هي الخبر وجملة أعدها حال.
والبيت في شرح التسهيل (١ / ٣٣٥) وفي التذييل والتكميل (٤ / ١٢٠) وفي معجم الشواهد (ص ٢٥٩).
(١) البيت من بحر المنسرح لشاعر مجهول وهو من المعقدات حيث كثرت فيه الاعتراضات والفواصل.
اللغة : خلت : بمعنى أيقنت وهو شاهد آخر غير شاهدنا (التصريح : ١ / ٢٤٩) وقد ذكره شارحنا.
الضّمن : في اللسان (مادة ضمن) : الضمن : الذي به ضمان (مرض) في جسده من زمانة أو بلاء أو كسر أو غيره تقول منه : رجل ضمن.
قال الشاعر : ... ثم أنشد بيت الشاهد. حموّة الألم : بضم الحاء والميم وتشديد الواو أي شدته.
إعراب البيت : ضمنا : مفعول ثان لخلتني وبعدكم متعلق به وأشكو خبر زلت.
وشاهده : الفصل بين ما وزلت بفعل ناسخ ولكنهما متصلان تقديرا وتقدير البيت بعد هذا :خلت نفسي ضمنا بعدكم ما زلت أشكو شدة الألم.
والبيت في شرح التسهيل (١ / ٣٣٥) وفي التذييل والتكميل (٤ / ١٢١) وفي معجم الشواهد (ص ٣٧٧).
(٢) البيت من بحر المنسرح قاله إبراهيم بن هرمة من قصيدة همزية هذا مطلعها :
إنّ سليمى والله يكلؤها |
|
ضنّت بشيء ما كان يزرؤها |
أي ينقصها. وقيل : إن سبب إنشائه لها أنه قيل له : إن قريشا لا تهمز.
فقال : لأقولن قصيدة أهمزها كلها بلسان قريش. وانظر القصيدة في ديوان إبراهيم بن هرمة (ص ٤٨).