الجزء الثالث
الباب الثالث عشر باب الأفعال الرّافعة الاسم النّاصبة الخبر (١)
[سردها وشروط عملها]
قال ابن مالك : (فبلا شرط : كان وأضحى وأصبح وأمسى وظلّ وبات وصار وليس ، وصلة لما الظّرفيّة : دام ، ومنفيّة بثابت النّفي مذكور غالبا متّصل لفظا أو تقديرا أو مطلق النّفي : زال ماضي يزال وانفكّ وبرح وفتئ وفتأ وأفتأ وونى ورام مرادفتاها).
______________________________________________________
قال ناظر الجيش : هذا شروع منه في أبواب نواسخ الابتداء أي نواسخ عمله وهي ثلاثة : باب كان وأخواتها ويتبعه ما جرى مجراها من أفعال المقاربة ، وما جرى مجرى ليس وهو ما ولا ولات وإنّ.
وباب إنّ وأخواتها ويتبعه ما جرى مجرى إنّ وهو لا التي لنفي الجنس. وباب ظننت وأخواتها ويتبعه ما جرى مجراها وهو قال على لغة من ينصب بها الجزأين.
وللأئمة سؤال هاهنا وهو أن يقال :
إن شأن العوامل أن تحدث العمل في المفردات السالم أواخرها من الحركات نحو زيد وعمرو وما أشبههما وليس للعوامل تأثير في الجمل فكيف نسخت هذه الأفعال حكم الابتداء أو المبتدأ فأزالت عملهما (٢) والجملة ليست محلّا لتأثير العوامل؟
ويجيبون عن ذلك : بأن كان وأخواتها لها شبه بالفعل المتعدي لواحد كضرب ووجه الشبه الذي ذكروه يحتاج إلى تقدير وهو أن الأفعال المذكورة في هذا الباب المقصود من وضعها الدلالة على تلبس الفاعل الذي أسندت هي إليه بصفة وتلك الصفة مقيدة بمعنى الفعل المسند من إثبات أو نفي أو صيرورة أو تقييد بزمان مخصوص ونحو ذلك.
فمعنى قولنا : أمسى زيد مسافرا أن زيدا متلبس بالسفر في وقت المساء ومن ثمّ ـ
__________________
(١) هذا أول الجزء الثاني من النسخة الثابتة بمعهد المخطوطات تحت رقم ٦٥ نحو مصنف غير مفهرس والمصورة عن بلاد المغرب وقد جعلتها أصلا ؛ لأنها كتبت في حياة المؤلف وصححت عليه فكانت بذلك أقدم النسخ وأفضلها ، أما نسخة (ب) فإن الباب الآتي داخل ضمن الجزء الأول.
(٢) أي عمل الابتداء في المبتدأ وعمل المبتدأ في الخبر.