.................................................................................................
______________________________________________________
ودخل تحت «منفية» قول العرب : «لا ينشأ أحد ببلد فيزال يذكره» لأن معناه إذا أنشأ أحد ببلد لا يزال يذكره. ذكر ذلك كله الفراء في كتاب الحدود (١) ومن أمثلته : ما يعترينا أحد فنزال نعينه ، وقال : ألا ترى أن المعنى إذا اعترانا أحد لم نزل نعينه.
وقيدت زال بكون مضارعها يزال احترازا من زال بمعنى تحول فمضارعه يزول وهو فعل لازم واحترازا من زال الشيء بمعنى عزله فمضارعه يزيل.
وقيدت وني ورام الملحقين بهن بمرادفتهما لهن احترازا من ونى بمعنى فتر ومن رام بمعنى حاول وبمعنى تحول ومضارعها التي بمعنى حاول يروم ومضارع التي بمعنى تحول يريم وهكذا مضارع المرادفة زال.
وهي ووني بمعنى زال غريبتان ولا يكاد النحويون يعرفونها إلا من عني باستقراء الغريب (٢).
ومن شواهد استعمالهما قول الشاعر :
٦٧٤ ـ لا يني الخبّ شيمة الخبّ ما دا |
|
م فلا تحسبنّه ذا ارعواء (٣) |
__________________
والبيت في معجم الشواهد (ص ٣٢).
(١) هو من الكتب المفقودة للفراء وقيل في سبب تأليفه : أنّ الفراء عند ما اتصل بالخليفة العباسي المأمون ليؤدب بنيه اقترح عليه الخليفة أن يؤلف كتابا يجمع أصول النحو وأنه هيأ له دارا خاصة ، فيها وسائل النعيم كاملة فعكف الفراء على تأليف هذا الكتاب للمأمون وأخرجه بعد سنتين (نشأة النحو : ص ١٠٢).
وفي بغية الوعاة (٢ / ٣٣٣) أن كتاب الحدود ـ وهو للفراء ـ مشتمل على ستة وأربعين حدّا في الإعراب.
وذكره أبو حيان بالإفراد : كتاب الحد. التذييل والتكميل (١٤ / ١٢١). وفي نسخة (ب) : ذكر ذلك كله الفراء في كتاب الجد بالجيم وفي نسخة (أ) : كتاب الحدوث وكلاهما خطأ.
(٢) انظر لسان العرب (ريم) فقد جاء فيه المعنى الذي ذكره ابن مالك قال ابن منظور : الريم : البراح والفعل رام يريم ، يقال ما يريم يفعل كذا أي ما يبرح ، وأما مادة ونى فلم تأت بالمعنى المذكور وانظر اللسان والقاموس (ونى).
(٣) البيت من بحر الخفيف مجهول القائل.
اللغة : الخبّ ، بكسر الخاء : الخداع والخبث. شيمة : طبيعة وصفة. الخبّ : بفتح الخاء الخداع الخبيث وهو صفة مشبهة من خببت فأنت خب بفتح الخاء وكسرها (القاموس : خبب). ذا ارعواء : صاحب انتهاء وخوف. والمعنى : لا يزال الخداع شيمة المخادع أبدا ولا ينتهي عنه.