.................................................................................................
______________________________________________________
لكن الفراء ومن استجاز قول الشاعر (١) :
١٢٢٧ ـ كما شرقت صدر القناة من الدّم (٢)
لم يجز أن يقول : شرقت صدرها إذا كنى عنها ، وكذلك فالفعل بكل ما كنيت عنه وإنما كان كذلك ؛ لأنّ المكنى لا يفرد مما قبله ، فيتوهّم في الأول أنه قد سقط واعتمد على الثاني ظاهرا ، ألا ترى أن العرب تقول : لك نصف وربع الدرهم ، ولا تقول : لك نصف وربعه (٣). قال الشاعر :
١٢٢٨ ـ يا من رأى عارضا يكفكفه |
|
بين ذراعي وجبهة الأسد (٤) |
ومحال أن يقول : بين ذراعي وجبهته ، وقال الأعشى :
١٢٢٩ ـ إلّا علالة أو بدا |
|
هة سانح نهد الجزاره (٥) |
__________________
(١) هو الأعشى.
(٢) عجز بيت من الطويل وصدره :
وتشرق بالقول الذي قد أذعنه
وهو في الكتاب (١ / ٥٢) ، والمقتضب (٤ / ١٩٧ ، ١٩٩) ، والخصائص (٢ / ٤١٧) ، وشرح المفصل لابن يعيش (٧ / ١٥١) ، والمغني (٢ / ٥١٣) ، والعيني (٢ / ٥٩) ، والأشموني (٢ / ٢٤٨) ، وحاشية يس (٢ / ٣١) ، وديوانه (ص ٩٤) ، واللسان «شرق» ، والمذكر والمؤنث للفراء (ص ١١٥).
والشاهد قوله : «شرقت صدر القناة» ؛ حيث أنث الفعل «شرق» مع أن فاعله مذكر وهو «الصدر» ولكن لما كان المضاف وهو «الصدر» بعض المضاف إليه وهو «القناة» أعطي حكمه.
(٣) اعترض الألوسي في روح للمعاني (٧ / ١٦٩) على رأي ابن مالك في هذه المسألة فقال في تفسير قوله تعالى : (وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ :) «الضمير عائد على معمر آخر نظير ما قال ابن مالك في : عندي درهم ونصفه ، أي : نصف درهم آخر ، ولا يضر في ذلك احتمال أن يكون المراد مثل نصفه ؛ لأنه مثال وهو استخدام أو شبيه به وإلى ذلك ذهب الفراء وبعض النحويين ولعله الأظهر» اه.
(٤) البيت من المنسرح وهو للفرزدق وهو في : الكتاب (١ / ١٨٠) برواية «أسرّ به» مكان «يكفكفه» ، والخزانة (١ / ٣٦٩) ، وابن يعيش (٣ / ٢٠) ، والعيني (٣ / ٤٥١) ، وديوانه (ص ٢١٥) والمذكر والمؤنث للفراء (ص ١٥) ، ومعاني القرآن للفراء (٢ / ٣٢٢).
والشاهد قوله : «بين ذراعي وجبهة الأسد» ؛ حيث فصل بلفظ «وجبهة» بين المضاف والمضاف إليه ولم يكنّ عن المضاف إليه وهو «الأسد» بالضمير فيقول : «بين ذراعي وجبهته» حتى لا يتوهم أنه أسقط الأول واستغنى بالثاني ، والمكنى به وهو الضمير لا يمكن إفراده مما قبله.
(٥) البيت من الكامل وهو في : الكتاب (١ / ١٧٩) ، (٢ / ١٦٦) ، والمذكر والمؤنث للفراء (ص ١١٦) ، ومعاني القرآن للفراء (٢ / ٣٣١) ، والبيان والتبيين للجاحظ (٣ / ١٥) ، والخصائص (٢ / ٤٠٧) ، وسر