.......
______________________________________________________
والزائدة نحو : (ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ)(١).
والثانية : من الفائدتين : [٥ / ١٤٣] أن الطلب يعم لام الأمر نحو : (لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ)(٢) ولام الدعاء نحو : (لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ)(٣) ، ويعم «لا» في النهي نحو : (لا تَحْزَنْ)(٤) ، و «لا» في الدعاء نحو : (لا تُؤاخِذْنا)(٥) بخلاف أن يقال : لام الأمر و «لا» في النهي ؛ فإن الدعاء لا يدخل في ذلك ، ومن ورود الدعاء مجزوما باللام قول أبي طالب (٦) :
٣٩٣٣ ـ يا ربّ إمّا تخرجنّ طالبي |
|
في مقنب من تلكم المقانب |
وليكن المغلوب غير الغالب |
|
وليكن المسلوب غير السّالب (٧) |
ول «لام» الطلب الأصالة في السكون من وجهين :
أحدهما : مشترك فيه وهو كون السكون مقدما على الحركة ؛ إذ هي زيادة والأصل عدمها.
والثاني : خاص وهو أن يكون لفظا مشاكلا لعملها كما فعل بـ «باء» الجر ، لكن منع من سكونها الابتداء بها فكسرت وبقي للقصد تعلق بالسكون ، فإذا دخل عليها «فاء» أو «واو» رجع غالبا إلى السكون ليؤمن دوام تفويت الأصل ، وليس التسكين حملا على عين «فعل» كما زعم الأكثرون ؛ لأن في ذلك إجراء منفصل مجرى متصل ومثله لا يكاد يوجد مع قلته إلا في اضطرار ، وأيضا لو كان تسكين هذه اللام لغير سبب يخصها لشاركها فيه دون شذوذ لام «كي» الواقعة بعد «فاء» ـ
__________________
(١) سورة الأعراف : ١٢.
(٢) سورة الطلاق : ٧.
(٣) سورة الزخرف : ٧٧.
(٤) سورة التوبة : ٤٠.
(٥) سورة البقرة : ٢٨٦.
(٦) هو عبد مناف وقيل : شيبة بن عبد المطلب بن هاشم من قريش ، والد علي رضياللهعنه وكرم وجهه ، وعم النبي صلىاللهعليهوسلم توفي قبل الهجرة وحزن عليه النبي صلىاللهعليهوسلم شديدا. الخزانة (١ / ٢٦١) ، والأعلام (٤ / ١٦٦).
(٧) هذا رجز قاله أبو طالب عم النبي صلىاللهعليهوسلم ، «والمقنب» كـ «منبر» المراد به هنا : جماعة الخيل ، ويطلق على مخلب الأسد وعلى الذئب.
واستشهد به هنا ابن مالك على ورود الدعاء مجزوما باللام في قوله : «فليكن المغلوب» و «ليكن المسلوب» وفي الرجز شاهد آخر وهو وقوع «غير» بين ضدين وهذا يزيل إبهامها وهو أمر خارج عن الإضافة. ذكره ابن مالك ، وانظر الرجز في شرح التسهيل لبدر الدين (٤ / ٨٥) ، والأشموني وحاشية الصبان (٢ / ٤٤ ، ٢٤٥).