وعورة الرجل قبله ودبره : ويجب سترهما مع القدرة :
______________________________________________________
فوقه أيضا سيور (١) ربما تكثر ، وتستر كثيرا من ظهر القدم : وفسر الشارح الجرموق ـ ناقلا عن الذكرى ـ بأنه خف واسع قصير يلبس فوق الخف : فهو أعم مما له ساق أم لا ، بل ظاهر انه لا ساق له ، ويكون هو الذي يعمل من الجلد ويلبس فوق الجاقشور وفي الخبر تصريح بجواز الصلاة فيه وعدم الباس.
واما تفسير الشارح الجورب : بأنه نعل مخصوص له ساق : فالظاهر انه ليس كذلك ، ولا يقال له النعل ، ولا يلبس بدله ، بل شيء ركيك يعمل من الصوف غالبا ، يلبس فوقه الخف والنعل ليحفظ الرجل من البرد ونحوه والعرق والوسخ ونحوها.
قوله : «(وعورة الرجل إلخ) نقل في المنتهى عدم الخلاف بين المسلمين في وجوب ستر العورة في الصلاة ، مع الاتفاق منا بالشرطية فيها. وتدل عليها إعادة الصلاة مع تركه حتى مع النسيان أيضا.
والظاهران وجوبه في الصلاة ليس بمقيد بناظر ، فوجه التقييد في الشرح غير واضح : وفي غيرها مقيد به.
والظاهر انه يحرم النظر إليها مطلقا ، ولعله أيضا إجماعي ، وفي بعض الاخبار اشارة اليه ، مثل ما رواه في التهذيب صحيحا عن حريز عن أبي عبد الله عليه السلام قال : لا ينظر الرجل إلى عورة أخيه (٢) وفي عدة أخبار : عورة الرجل المؤمن على المؤمن حرام : وان فسر في بعض الاخبار بإذاعة سره (٣) ولكن يمكن تعميمه.
وما نقل في الفقيه سئل الصادق عليه السلام عن قوله الله عز وجل (قُلْ
__________________
(١) والسير الذي يقد من الجلد والجمع سيور كفلس وفلوس ، ومنه الحديث : كانوا يتهادون السيور من المدينة إلى مكة : مجمع البحرين.
(٢) الوسائل باب (٣) من آداب الحمام حديث ـ ١ ـ
(٣) الوسائل باب (١٥٧) من أبواب أحكام العشرة. فراجع ولفظ الحديث (عن عبد الله بن سنان قال : قلت له عورة المؤمن على المؤمن حرام؟ قال : نعم ، قلت يعنى سفلية؟ قال : ليس حيث تذهب انما هو اذاعة سره).