والميضاة على أبوابها
______________________________________________________
وفي سنده في التهذيب محمد بن عيسى أبي أحمد وهو غير مصرح بتوثيقه : قال في المنتهى ، رواه الشيخ في الصحيح ، فتأمل ، نعم هو في الكافي حسن لوجود إبراهيم فيه.
وحسنة عبد الله بن سنان الطويلة ، في بيان كيفية بناء مسجده صلى الله عليه وآله ، الى قوله : ثم اشتد عليهم الحر ، فقالوا يا رسول الله (ص) لو أمرت بالمسجد فظلل؟ فقال : نعم ، فأمر به ، فأقيمت فيه سواري من جذوع النخل ، ثم طرحت عليه العوارض والخصف والإذخر : فعاشوا فيه حتى أصابتهم الأمطار ، فجعل المسجد يكف عليهم ، فقالوا يا رسول الله لو أمرت بالمسجد فطين؟ فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله لا ، عريش كعريش (١) موسى فلم يزل كذلك حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وآله : وكان جداره قبل ان يظلل قامة ، فكان إذا كان الفيء ذراعا ، وهو قدر مربض عنز صلى الظهر ، وإذا كان ضعف ذلك صلى العصر (٢) وفي الخبر تنبيه على ترك التعمير في الدنيا حتى في المساجد ، وكون ذلك بمقدار الضرورة ، فتنبه. وفيه أيضا بيان وقت الظهر والعصر ، فكأنه للمتنفل كما مر ، وسنده جيد ، قال في الذكرى ، بعد رواية الحلبي : لعل المراد به تظليل جميع المسجد ، أو تظليل خاص ، أو في بعض البلدان : والا فالحاجة ماسة إلى التظليل لدفع الحر والقر.
ودليل كون الميضاة : يعني محل الطهارة والبول والغائط على باب المسجد ، وكونها مكروهة داخله ـ مع عدم كونها مسجدا بان يكون سابقه ، أو استثنيت ـ ما نقل عنه صلى الله عليه وآله جنبوا مساجدكم صبيانكم ومجانينكم وشرائكم وبيعكم ، واجعلوا مطاهركم على أبواب مساجدكم المساجد (٣) وغيره.
__________________
(١) العريش ، ما يستظل به يبنى من سعف النخل مثل الكوخ فيقيمون فيه مدة الى ان يصرم النخل مجمع البحرين.
(٢) الوسائل باب (٩) من أحكام المساجد حديث ـ ١ ـ
(٣) الوسائل باب (٢٧) من أبواب أحكام المساجد حديث ـ ٢ ـ وذيله في باب (٢٥) حديث