.................................................................................................
______________________________________________________
زرارة قلت لأبي جعفر عليه السلام ، ما تقول في النوم في المساجد؟ فقال : لا بأس به الا في المسجدين ، مسجد النبي صلى الله عليه وآله والمسجد الحرام : قال : وكان يأخذ بيدي في بعض الليل فيتنحى ناحية ثم يجلس فيتحدث في المسجد الحرام فربما نام هو ونمت : فقلت له في ذلك؟ فقال : انما يكره ان ينام في المسجد الحرام الذي كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله ، فاما النوم في هذا الموضع فليس به بأس (١) فيفهم اختصاص الكراهة بالجزء من المسجدين الذين كانا مسجدا في زمانه (ص) لا مطلقا فتأمل :
وروى في التهذيب عن يونس بن ظبيان قال : قال أبو عبد الله عليه السلام خير مساجد نسائكم البيوت (٢) فيدل على اختصاص فضيلة المسجد بالرجال كما هو المذكور في الكتب والمشهور بينهم ، فتخصص العمومات بها : أو تحمل هذه على عدم رواحهن ، اما إذا وقعن فيها فيكون الأفضل لهن أيضا الصلاة فيها مع الستر : للعمومات ، مع عدم صراحة هذا الخبر وصحته ، الله يعلم.
ففيه اشعار على عدم خروجهن للزيارة أيضا ، ولو كان لزيارة المعصومين عليهم السلام سيما في بلادهم ، ويرون (ويرين ظ) قبتهم من البيت ، ويحصل لهن ثواب الزيارة حينئذ : لما رواه في الفقيه صحيحا عن حنان بن سدير (الثقة) عن أبيه (وان قيل انه واقفي ، من الممدوح) قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام يا سدير ، تزور قبر الحسين عليه السلام في كل يوم؟ قلت جعلت فداك ، لا ، قال : ما أجفاكم قال : فتزوره في كل شهر؟ قلت ، لا ، قال : فتزوره في كل سنة؟ قلت قد يكون ذلك : قال يا سدير ما أجفاكم للحسين عليه السلام : اما علمت ان لله تبارك وتعالى ألف ألف ملك شعث غبر يبكون ويزورون ولا يفترون : وما عليك يا سدير ان تزور قبر الحسين في كل جمعة خمس مرات ، أو في كل يوم مرة؟ قلت جعلت فداك بيننا وبينه فراسخ كثيرة! فقال لي اصعد فوق سطحك ، ثم التفت يمنة ويسرة ثم ارفع رأسك إلى السماء ، ثم تنحو نحو القبر : تقول السلام
__________________
(١) الوسائل باب ١٨ من أبواب أحكام المساجد حديث ـ ٢.
(٢) الوسائل باب ٣٠ من أبواب أحكام المساجد حديث ـ ٤.