وعدم المد بين الحروف.
______________________________________________________
والظاهر من الاخبار : ان رفع اليدين حين التكبير (١) ولا يبعد ان يكون الانتهاء برجوعهما الى محلهما : وقول البعض : بانتهائه بانتهاء الرفع ، غير واضح : مع ان الغالب لم ينته التكبير بانتهاء الرفع ، للترسل في التكبير.
واستحباب عدم المد بين الحروف ـ مثل مد الألف الذي بين اللام والهاء ، بحيث لا يخرج عن موضوعه ، وكذا مد (الله) بحيث تصير همزة الاستفهام ، ومد (أكبر) بحيث تصير جمعا لكبر وهو الطبل (٢) ـ فدليله إخراج الحروف على ما هو عليه من الصفات الحسنة مبالغة فيه ، وهو حسن ومطلوب : كذا قيل :
والذي أظن انه لو وصل الى الاستفهام ، والجمع ، يكون حراما وباطلا ، لانه تبديل الصيغة الشرعية : فظاهر العبارة ، وكذا عبارات البعض ، والمصنف في المنتهى ، يدل على الاستحباب والكراهة فقط : قال فيه ، قال في المبسوط : يجب ان يأتي بأكبر على وزن افعل ، فلو مد خرج عن المقصود ، لأنه حينئذ يصير جمع كبر ، وهو الطبل : وهو جيد مع القصد ، واما مع عدمه فإنه بمنزلة مد الالف : ولانه قد ورد الإشباع في الحركات الى حيث ينتهي إلى الحروف ، في لغة العرب ، ولم يخرج بذلك عن الوضع.
وفيه تأمل واضح : للتغيير وعدم الفرق بين وجود حرف وعدمه في القراءة ، والتجويز بهذه المثابة في كل موضع غير ظاهر : الا ان يريد قليلا بحيث لا يصل الى تلك المرتبة التي يحصل معها الاستفهام ، والجمع ، ولكن ظاهر كلام المنتهى خلاف ذلك.
وأيضا : الظاهر انه لو أتى بالنية لفظا ، يأتي بقطع همزة (الله) : لعدم اعتباره في نظر الشارع : ولعدم صدور (الله) عن الشارع (إلا بهمزة القطع ـ خ ل).
الا مقطوعا : فيصدق التغيير مع عدم النقل فيه.
واما البطلان مع التكرار : فقد عرفت انه فرع كون التكبير ركنا بالمعنى المشهور ، وما عرفناه. ومع ذلك لا يبعد اشتراط تكرار النية في البطلان ، فإنه بغير
__________________
(١) الوسائل باب ٩ من أبواب تكبيرة الإحرام ، فراجع.
(٢) الكبر بفتحتين : الطبل له وجه واحد وجمعه كبار مثل جبل وجبال : مجمع البحرين.