الرابع : شغل النظر قائما إلى مسجده ، وقانتا الى باطن كفيه ، وراكعا الى بين رجليه ، وساجدا الى طرف انفه ، ومتشهدا الى حجره.
الخامس : وضع اليدين قائما إلى فخذيه بحذاء ركبتيه ، وقانتا تلقاء وجهه ، وراكعا على ركبتيه ، وساجدا بحذاء اذنيه ، ومتشهدا على فخذيه.
______________________________________________________
انه سئل أبا عبد الله عليه السلام عن القنوت في الوتر؟ قال : قبل الركوع : قال فان نسيت اقنت إذا رفعت رأسي؟ فقال : لا (١) ـ فيحمل على عدم الفضيلة ، مع انه مخصوص بالوتر ، وفيها دلالة على عدم القنوت بعد الركوع.
وهذه تدل على جواز التعقيب في الطريق ، بالطريق الاولى. وفعل القنوت قبله كذلك ، وعلى الترغيب في جميع السنن فافهم.
واما استحباب باقي ما ذكر ، فيفهم من خبر حماد وغيره.
ولننقل هنا الأخبار المعتبرة التي أكثر أفعالها مأخوذ منها واجبا وندبا ، منها صحيحة زرارة في التهذيب والكافي عن أبي جعفر عليه السلام قال : إذا أردت أن تركع فقل وأنت منتصب ، الله أكبر ، ثم اركع ، وقل ، (اللهم لك ركعت ولك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت ، وأنت ربي خشع لك قلبي وسمعي وبصري وشعري وبشرى ولحمي ودمي ومخي وعصبي وعظامي وما أقلته قدماي غير مستنكف ولا مستكبر ولا مستحسر ، (سبحان ربي العظيم وبحمده ثلاث مرات في ترتيل (ترسل ـ خ) وتصف في ركوعك بين قدميك ، تجعل بينهما قدر شبر ، وتمكن راحتيك من ركبتيك ، وتضع يدك اليمنى على ركبتك اليمنى قبل اليسرى ، وبلغ بأطراف (٢) أصابعك عين الركبة ، وفرج أصابعك إذا وضعتها على ركبتيك وأقم صلبك ، ومد عنقك وليكن نظرك بين قدميك : ثم قل ، سمع الله لمن حمده ، وأنت منتصب قائم الحمد لله رب العالمين أهل الجبروت والكبرياء والعظمة لله رب العالمين ، تجهر بها صوتك ، ثم ترفع يديك
__________________
(١) الوسائل باب ١٨ من أبواب القنوت حديث ـ ٥.
(٢) وبلّع ، باللام المشددة والعين المهملة من البلع : أي اجعل أطراف أصابعك كأنها بالعة عين الركبة ، وربما يقرء بالغين المعجمة ، وهو تصحيف ، نقل عن حاشية التهذيب عن الشيخ البهائي قدس سره.